ويأتي هذا الاختيار في سياق تعزيز العلاقات الثقافية بين المغرب ودول أمريكا اللاتينية، وتأكيدًا على التزام المملكة المغربية بتطوير التبادل الثقافي مع شعوب المنطقة، وجعل هذا الحدث فرصة للربط بين الحضارات العربية والأمريكية اللاتينية. وتهدف هذه الدورة إلى الاحتفال بالتنوع الثقافي من خلال مجموعة واسعة من الأنشطة التي ستجمع الأدباء والفنانين والمفكرين من مختلف أنحاء العالم.
يرتكز المعرض هذا العام على شعار "نسج الحوارات" (Tejiendo diálogos)، ليعكس الروح التعاونية والتبادل الثقافي بين البلدان. هذه المبادرة تبرز أهمية الحوار المستمر بين الثقافات المختلفة، حيث ستوفر للمشاركين في المعرض فرصًا للتعرف على الأدب والثقافة المغربية عن كثب، ومناقشة القضايا الأدبية والفكرية التي تشغل العالم اليوم. المغرب، كضيف شرف، سيسلط الضوء على دوره الكبير في تعزيز التواصل الثقافي بين شمال أفريقيا وأمريكا اللاتينية، ما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون الثقافي على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وتمثل هذه الدعوة خطوة كبيرة في تعزيز التعاون بين المغرب وبنما، وهو ما يظهر بشكل جلي في العلاقة المتجددة بين البلدين. هذه الدعوة تأتي بعد التحول المهم في السياسة الخارجية لبنما، حيث علقت اعترافها بالكيان الوهمي وبدأت في الانخراط بشكل أكبر في الديناميات الدولية التي تدعم القضية المغربية، خاصة فيما يتعلق بالمبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء. بذلك، يتحول معرض الكتاب إلى مناسبة ليس فقط للاحتفاء بالأدب والثقافة، بل أيضًا لتوطيد علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
فيما يتعلق بالأنشطة الثقافية، من المتوقع أن يتضمن المعرض مجموعة غنية من الفعاليات، بما في ذلك ورش عمل أدبية، ندوات فكرية، وجلسات حوارية، التي ستجمع الكتاب والمثقفين من مختلف أنحاء العالم لتبادل الأفكار والتجارب. كما سيتيح المعرض للمشاركين فرصة للاطلاع على الأدب المغربي المعاصر، الذي يعكس تاريخ وثقافة غنية تمتد لآلاف السنين. يتوقع أن تكون هذه الفعاليات نقطة التقاء بين الأدب العربي التقليدي والحديث وأدب أمريكا اللاتينية، ما يعزز من فهم وتقدير الثقافات المختلفة.
من جهة أخرى، سيخصص المعرض جزءًا كبيرًا من برنامجه للاحتفاء بالمرأة في الأدب، حيث ستُعرض أعمال عدد من الكاتبات المبدعات من المغرب، مما يعكس الدور المهم الذي تلعبه النساء في تشكيل المشهد الأدبي العربي والعالمي. كذلك، سيتم تسليط الضوء على التحديات التي تواجه الكتاب في العالم العربي وأمريكا اللاتينية، وما يمكن أن تقدمه هذه الفضاءات الثقافية من حلول للتعاون المشترك.