ويستند المغرب في هذه الجهود إلى منظومة مهيكلة للكشف المبكر عن السرطان، تم تطويرها تدريجيًا ضمن المخطط الوطني الأول للوقاية ومراقبة السرطان 2010-2019 والمخطط الثاني 2020-2029، ما ساهم في توسيع العرض الصحي وتحسين مستوى التشخيص والعلاج. وقد شمل ذلك إحداث 57 مركزًا مرجعياً للصحة الإنجابية و12 مركزًا جهوياً للأورام، إضافة إلى قطبين للتميز في طب الأورام النسائية والثدي بالمركز الاستشفائي الجامعي بالرباط والمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء.
كما تم تعبئة 27 وحدة متنقلة للتصوير الإشعاعي للثدي (ماموغرافي) لتقريب خدمات الفحص والكشف المبكر من النساء القاطنات في المناطق النائية. وترافق هذه الإجراءات مع تدابير تنظيمية لتحسين الولوج إلى التلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري والفحص والتشخيص والعلاج، بدعم من المتدخلين المؤسساتيين والجمعويين ومكونات المجتمع المدني، لضمان تغطية شاملة وفعّالة لجميع الفئات المستهدفة.
وتشير الإحصاءات إلى أن سرطاني الثدي وعنق الرحم يمثلان أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء بالمغرب، حيث يحتل الأول المرتبة الأولى بنسبة 39.1%، ويأتي الثاني في المرتبة الرابعة بنسبة 6.5% وفقًا لآخر تقرير للسجل الوطني للسرطان بجهة الدار البيضاء – سطات للفترة 2018-2021. وتعكس هذه الأرقام أهمية الاستمرار في الحملات التحسيسية وتعزيز برامج الوقاية والكشف المبكر لتقليل المخاطر والوفيات.
وتهدف هذه الحملة أيضًا إلى تعزيز ثقافة الوقاية المجتمعية وتشجيع النساء على الاهتمام بصحتهن من خلال التوعية والفحص الدوري، مع توفير الدعم والمرافقة اللازمة للوصول إلى الخدمات الصحية. كما تؤكد هذه المبادرات على أهمية الشراكة بين القطاع العام والمجتمع المدني في نشر الوعي وتحقيق التغطية الصحية الشاملة، بما يسهم في تعزيز صحة المرأة المغربية والارتقاء بالخدمات الوقائية والعلاجية المقدمة لها.