ووفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، تشمل أجندة الزيارة ملفات التعاون السياسي والاقتصادي، مع تطوير الشراكة بما يخدم مصالح الشعبين السوري والروسي. كما من المنتظر أن يلتقي الشرع أفراد الجالية السورية المقيمين في روسيا، في محاولة لتعزيز الروابط الثقافية والاجتماعية بين البلدين.
في مستهل لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أشاد الأخير بالانتخابات البرلمانية التي جرت في سوريا مطلع الشهر الجاري، واصفاً إياها بـ“النجاح الكبير” الذي يعزز التعددية السياسية ويكرّس مرحلة جديدة من الاستقرار في البلاد. وأكد بوتين استعداد موسكو لتعميق التعاون مع دمشق عبر القنوات الدبلوماسية والوزارات المعنية، مشدداً على أن “مصالح الشعب السوري هي التي تحرك موسكو دوماً”، وأن العلاقات بين البلدين تقوم على الصداقة والمصالح المتبادلة بعيداً عن أي اعتبارات سياسية ضيقة. كما أعلن عن استئناف عمل اللجنة الحكومية المشتركة قريباً لتعزيز التعاون الاقتصادي والتنمية المشتركة.
من جانبه، أعرب الرئيس السوري أحمد الشرع عن تقديره للدعم الروسي المتواصل لسوريا خلال مختلف المراحل، مؤكداً أن “سوريا الجديدة تسعى لإعادة ربط علاقاتها مع الدول الإقليمية والعالمية على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل”. وأوضح الشرع أن دمشق ملتزمة بجميع الاتفاقيات السابقة مع موسكو، وأن جزءاً كبيراً من قطاع الطاقة السوري يعتمد على الخبرات الروسية، مشيراً إلى أن الحكومة تعمل على توسيع التعاون ليشمل مجالات أخرى تشمل الصناعة والبنية التحتية.
وتكتسب هذه الزيارة أهمية استراتيجية كبيرة، باعتبارها أول لقاء رسمي بين رئيس سوري ونظيره الروسي منذ نهاية عهد الأسد، وتشكل محطة مفصلية في مسار العلاقات بين موسكو ودمشق بعد الحرب. كما تأتي في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تحولات إقليمية متسارعة، تعيد رسم موازين القوى وتفتح أبواباً جديدة لتعاون ثنائي وإقليمي.
ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها رسالة واضحة بأن سوريا تسعى إلى استقرار داخلي وإقليمي، مع الحفاظ على تحالفاتها الاستراتيجية، وبناء علاقات تقوم على المصالح المشتركة مع القوى الدولية الفاعلة، وسط تحديات معقدة تتعلق بإعادة الإعمار والسيطرة على الملفات الاقتصادية والأمنية في مرحلة ما بعد الصراع