تتميز عملية التكوين في المدرسة بدقة التخطيط وسلاسة التنفيذ، حيث يخضع الضباط والطلاب لمراحل تدريبية متدرجة تبدأ بالدروس العلمية الأساسية، وتشمل تعليمات الطيران والملاحة الجوية، إضافة إلى دروس في الأرصاد الجوية والقوانين الجوية، إلى جانب تدريبات عملية على الطائرات التدريبية من طراز Bravo AS 202 وT-6C، قبل التخصص في مجالات محددة مثل الطيران الحربي، النقل الجوي أو الطائرات المروحية.
تقدم المدرسة برنامجيْن أكاديميّين معتمديْن من وزارة التعليم العالي: الأول هو دورة مهندس الدولة التي تمتد لثلاث سنوات بعد التحضيرات التمهيدية، لتأهيل كوادر متخصصة في الأنظمة الجوية، والثاني هو دورة الإجازة في الطيران التي تستمر لأربع سنوات لتخريج طيارين ومراقبي حركة جوية مؤهلين.
ولا يقتصر التكوين على الجانب التقني والعلمي فحسب، بل يشمل أيضًا تنمية القدرات الشخصية، تعزيز الانضباط، روح الفريق، والقدرة على القيادة واتخاذ القرار، وهو ما يعكس اهتمام المدرسة بتخريج ضباط متكاملين على الصعيدين المهني والشخصي.
شهدت المدرسة منذ أواخر السبعينيات انخراط النساء ضمن صفوفها، حيث التحقت أولى الطالبات في عام 1977، فيما حصلت أول دفعة نسائية على شهادات الطيران عام 2001، مؤكدين بذلك دور المدرسة في تعزيز المشاركة النسائية في المجال العسكري والجوي.
على الصعيد الإقليمي، تمتلك المدرسة الملكية للطيران دورًا مهمًا في إفريقيا، إذ دربت منذ تأسيسها أكثر من 705 ضابطًا من 25 دولة إفريقية، منهم 130 طيارًا، مما يعكس مكانتها كمركز للتكوين الجوي في القارة. وتشمل الدول المستفيدة من برامج التدريب كل من: بنين، بوركينا فاسو، بوروندي، الكاميرون، الكونغو، كوت ديفوار، جيبوتي، الغابون، غينيا، مدغشقر، مالي، موريتانيا، النيجر، نيجيريا، جمهورية أفريقيا الوسطى، الكونغو الديمقراطية، السنغال، تشاد، تنزانيا، توغو، تونس، وجزر الرأس الأخضر.
اليوم، مع بداية العام الأكاديمي 2025-2026، يتواجد بالمدرسة 98 طالبًا في مراحل التكوين المختلفة، فيما يُتوقع التحاق 36 طالبًا آخر في الفترة المقبلة، مما يعكس استمرار المدرسة في مهمتها الاستراتيجية لإعداد الطيارين المؤهلين لمواجهة تحديات المستقبل في مجال الطيران العسكري والمدني.
الرئيسية























































