و يمثل هذا الحدث الثقافي فرصة نادرة لهواة الموسيقى، سواء من جامعي أسطوانات الفينيل أو عشاق الأنغام الخالدة، للغوص في عالم الموسيقى الكلاسيكية والحديثة، من خلال رواق متنوع يضم قطعاً موسيقية نادرة، وملصقات فنية، وأشرطة كاسيت، وأقراصا مدمجة، وكتباً موسيقية، وقمصاناً (تي-شورتات) بطابع فني، وغيرها من الإكسسوارات التي تثير حنين الأجيال الماضية.
ويزخر "سوق الأسطوانات" أيضاً ببرنامج موسيقي خاص، يشمل مجموعة مختارة من المقاطع الموسيقية التي أُعدت بعناية لترافق الزوار خلال جولتهم بين أروقة المعرض، وتعيد إلى الأذهان أجواء الحفلات المنزلية والأجهزة الصوتية القديمة التي شكّلت جزءاً من ذاكرة أجيال متعددة.
ولا يقتصر الحدث على عرض وبيع الأسطوانات، بل يسعى إلى تعزيز روح التبادل والتلاقي بين محبي الموسيقى، من خلال إتاحة فضاء للحوار والاكتشاف المشترك، حيث يتقاطع الماضي مع الحاضر في تجربة ثقافية تزاوج بين الحنين إلى الزمن الجميل وفضول الاكتشاف الفني.
وتنظم هذه التظاهرة من طرف مؤسسة "هبة"، التي تأسست سنة 2006، وتعمل منذ انطلاقها على دعم الإبداع الفني وتشجيع المواهب الناشئة، كما تسعى إلى توحيد المبادرات الخاصة في المجال الثقافي، والمساهمة في تطوير الفنون المعاصرة وتوسيع آفاق المشاركة الفنية بالمغرب.
بهذه المبادرة، تواصل مؤسسة "هبة" ترسيخ تقاليد ثقافية مبتكرة تحتفي بجماليات الموسيقى، وتخلق جسوراً بين الأجيال، في زمن يتسارع فيه التحول الرقمي ويظل فيه الحنين إلى "صوت الإبرة على الفينيل" نابضاً بالحياة