هذه الخطوة تعكس جاذبية المغرب المتزايدة كوجهة صناعية مفضلة في القارة الإفريقية، لاسيما في المجالات المرتبطة بالتحول الطاقي والتكنولوجيا النظيفة. ويعزى هذا التموقع إلى عوامل متعددة، أبرزها الاستقرار السياسي، وقرب المملكة من الأسواق الأوروبية والإفريقية، إلى جانب توفرها على بنية تحتية صناعية ولوجستيكية متقدمة، ويد عاملة مؤهلة بأسعار تنافسية.
بموجب الاتفاق، ستقوم شركة "سنترو"، التي يوجد مقرها في نيوجيرسي بالولايات المتحدة، بتزويد الجانب المغربي بمجموعات التجميع (Kits) الخاصة بالمركبات، إضافة إلى نقل الخبرة التقنية والوثائق الهندسية، فضلاً عن تأطير الكفاءات المغربية عبر برامج تكوين متخصصة، ما يعكس توجهًا واضحًا نحو نقل التكنولوجيا وبناء قدرات محلية تنافسية في مجال المركبات الكهربائية.
في المقابل، ستتولى شركة "إلكتريكوف" بناء المصنع على التراب المغربي، على أن يتم تخصيصه لتجميع نماذج من إنتاج "سنترو"، منها المركبة متعددة الاستخدامات "LS450" والنموذج المهني "Teemak"، تمهيدًا لتسويقها في السوق الوطنية وتصديرها نحو أسواق شمال إفريقيا.
ويأتي هذا المشروع الصناعي في سياق رؤية المغرب الرامية إلى تعزيز موقعه كمنصة إقليمية في مجال التنقل الكهربائي، وذلك عبر استقطاب استثمارات دولية نوعية وتوطين صناعات مستقبلية مرتبطة بالتحول البيئي. فالمملكة لا تراهن فقط على تجميع السيارات، بل تسعى إلى الانخراط في سلاسل إنتاجها، من البطاريات إلى البرمجيات، في انسجام مع التزاماتها المناخية واستراتيجيتها الصناعية.
ولا يُعد دخول "سنترو" السوق المغربية حالة معزولة، بل هو امتداد لمسار طويل من الشراكات التي عقدها المغرب مع فاعلين عالميين في قطاع السيارات الكهربائية، سواء من أوروبا أو آسيا، مما يعزز موقعه كمركز صناعي صاعد في إفريقيا، قادر على تقديم عرض متكامل يجمع بين الجودة والكلفة التنافسية.
هذا التحول النوعي، المدعوم بإرادة سياسية واستراتيجيات استباقية، يُمكّن المغرب من المساهمة في رسم ملامح الاقتصاد الصناعي الجديد، القائم على الابتكار والتكنولوجيا النظيفة، ويوطد مكانته كفاعل محوري في منظومة التنقل المستدام إقليميًا ودوليًا