منذ اندلاع العدوان، لم يتوقف القصف، لكن الأخطر منه كان الحصار، ذلك القاتل الصامت. منع الغذاء والدواء والماء والكهرباء لم يكن نتيجة "ظروف الحرب"، بل أداة حرب. التجويع لم يعد عرضًا جانبيًا، بل هدفًا بحد ذاته. كل شاحنة مساعدات تُمنع من الدخول، وكل مولود جديد لا يجد حليبًا، وكل عجوز يموت من قلة الدواء، هو ضحية قرار محسوب بدقة لإخضاع شعب عبر أمعائه.
يتحدّث العالم عن "تهدئة" و"مفاوضات"، لكن أحدًا لا يتحدث عن الأطفال الذين يأكلون العشب، أو الأمهات اللاتي يخفين دموع الجوع خلف ابتسامة شاحبة. في غزة، لم يعد الفقر قَدَرًا، بل قرارًا سياسيًا. ولم يعد الجوع فصلاً من فصول الحياة، بل الحياة كلها.
ما الذي يجعل تجويع أكثر من مليوني إنسان مقبولًا في أعين بعض الدول؟ كيف يصبح حصار شعب كامل أداة مشروعة في قاموس السياسة؟ الأسئلة كثيرة، والضمائر الصامتة أكثر.
إن ما يحدث في غزة اليوم ليس مجرد أزمة إنسانية، بل جريمة بكل المقاييس. جريمة تُرتكب ببطء، وعلى مرأى من الجميع. جريمة يُستخدم فيها الخبز كسلاح، والماء كورقة ضغط، والدواء كوسيلة ابتزاز.
غزة لا تحتاج فقط إلى الطعام، بل إلى عدالة. لا تحتاج فقط إلى فتح المعابر، بل إلى فتح العيون. لا تحتاج فقط إلى مساعدات، بل إلى موقف أخلاقي عالمي يُدين هذه البشاعة، بلا تردد، بلا مراوغة.
اليوم، إن كنت لا تسمع صراخ الجياع في غزة، فراجع إنسانيتك. وإن كنت تسمعه ولا تتحرك، فراجع موقفك. فالصمت، في حضرة الجوع المقصود، مشاركة في الجريمة.
فيا من تقرأ، إن كنت لا تملك إلا صوتك، فارفعه. وإن كنت تملك قلمًا، فاكتب به. لأن غزة لا تجوع فقط من الحصار، بل أيضًا من صمت العالم.
بقلم : انسان قبل ان أكون هند الدبالي
يتحدّث العالم عن "تهدئة" و"مفاوضات"، لكن أحدًا لا يتحدث عن الأطفال الذين يأكلون العشب، أو الأمهات اللاتي يخفين دموع الجوع خلف ابتسامة شاحبة. في غزة، لم يعد الفقر قَدَرًا، بل قرارًا سياسيًا. ولم يعد الجوع فصلاً من فصول الحياة، بل الحياة كلها.
ما الذي يجعل تجويع أكثر من مليوني إنسان مقبولًا في أعين بعض الدول؟ كيف يصبح حصار شعب كامل أداة مشروعة في قاموس السياسة؟ الأسئلة كثيرة، والضمائر الصامتة أكثر.
إن ما يحدث في غزة اليوم ليس مجرد أزمة إنسانية، بل جريمة بكل المقاييس. جريمة تُرتكب ببطء، وعلى مرأى من الجميع. جريمة يُستخدم فيها الخبز كسلاح، والماء كورقة ضغط، والدواء كوسيلة ابتزاز.
غزة لا تحتاج فقط إلى الطعام، بل إلى عدالة. لا تحتاج فقط إلى فتح المعابر، بل إلى فتح العيون. لا تحتاج فقط إلى مساعدات، بل إلى موقف أخلاقي عالمي يُدين هذه البشاعة، بلا تردد، بلا مراوغة.
اليوم، إن كنت لا تسمع صراخ الجياع في غزة، فراجع إنسانيتك. وإن كنت تسمعه ولا تتحرك، فراجع موقفك. فالصمت، في حضرة الجوع المقصود، مشاركة في الجريمة.
فيا من تقرأ، إن كنت لا تملك إلا صوتك، فارفعه. وإن كنت تملك قلمًا، فاكتب به. لأن غزة لا تجوع فقط من الحصار، بل أيضًا من صمت العالم.
بقلم : انسان قبل ان أكون هند الدبالي