وتأتي هذه الحرائق في وقت حرج، إذ تم إغلاق مطار جناق قلعة مؤقتاً بالإضافة إلى إغلاق مضيق الدردنيل، وهو الممر البحري الحيوي الذي يربط بين بحر إيجه وبحر مرمرة، وذلك لتفادي وقوع حوادث قد تؤثر على حركة النقل الجوي والبحري بسبب الدخان الكثيف واللهب القريب من هذه المناطق الحيوية.
في تصريح رسمي له عبر منصة التواصل الاجتماعي (إكس)، أكد وزير الفلاحة والغابات التركي إبراهيم يوماكلي أن فرق الإطفاء تمكنت من السيطرة على معظم الحرائق التي اندلعت في منطقتي إزينه وأيفاجيق، إلا أن النيران ما تزال مشتعلة في محيط وسط مدينة جناق قلعة وجنوب مضيق الدردنيل، مما يستدعي استمرار الجهود الحثيثة للسيطرة عليها قبل أن تمتد إلى المناطق السكنية أو المناطق الحساسة الأخرى.
وتشارك في عمليات الإطفاء سبع طائرات مخصصة بالإضافة إلى ست مروحيات، فضلاً عن الآلاف من رجال الإطفاء والفرق الميدانية الذين يبذلون جهوداً جبارة في ظروف صعبة لاستباق انتشار النيران. ويعمل هؤلاء على مدار الساعة في مواجهة التحديات المناخية واللوجستية التي تواجه عمليات الإخماد.
وعلى صعيد آخر، تمكنت فرق الإطفاء من السيطرة التامة على حرائق أخرى اندلعت في ولايتي أدرنة في شمال البلاد، وهاتاي في الجنوب، مما يعكس نجاح الاستجابة السريعة من السلطات التركية، رغم حجم الخسائر الكبيرة التي لحقت بالمساحات الغابية. ومع ذلك، لا تزال هناك جهود مكثفة لإخماد حريق نشب مؤخراً في ولاية مانيسا الواقعة على الساحل الغربي لتركيا، حيث تسعى الفرق للسيطرة عليه قبل أن يمتد ليهدد المناطق السكنية والزراعية القريبة.
وقد حذرت السلطات التركية السكان في المناطق المتضررة من ضرورة تجنب التنقل غير الضروري، مشددة على أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية والبقاء في أماكن آمنة حتى يتم السيطرة الكاملة على الحرائق. كما حذرت من أن الرياح القوية والطقس الجاف، الذي تتسم به هذه الفترة من السنة، يزيد من خطر اتساع نطاق الحرائق وتشكيل تهديدات جسيمة للبيئة والمجتمعات المحلية.
تجدر الإشارة إلى أن حرائق الغابات في تركيا تتكرر بشكل موسمي مع ارتفاع درجات الحرارة وجفاف المناخ، وتؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، إضافة إلى تأثيرها السلبي على التنوع البيولوجي والتوازن البيئي. وتسعى الحكومة التركية من خلال هذه الجهود المتواصلة إلى تطوير آليات مكافحة الحرائق وتعزيز جاهزية فرق الإطفاء عبر استخدام التقنيات الحديثة والتنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية والبيئية لضمان سرعة الاستجابة وتقليل الأضرار الناجمة عن هذه الكوارث الطبيعية المتكررة.