الرئيسية
وأكد بلافريج، خلال استضافته في برنامج «السياسة بصوت جديد» الذي يبثه شباب جيل زد، أن المرحلة الحالية تتطلب انفراجًا سياسيًا حقيقيًا وتوسيع مجال الحريات، لأن الحرية ليست ترفًا بل شرط أساسي لأي إصلاح. وأوضح أن أول قرار سيتخذه لو كان رئيسًا للحكومة سيكون تقديم مشروع قانون للانفراج السياسي، يهدف إلى إطلاق سراح جميع المعتقلين بما في ذلك معتقلي حراك الريف، ورفع كل أشكال المضايقة عن الصحفيين في القطاعين العام والخاص.
وفي الجانب الاقتصادي والاجتماعي، جدد بلافريج الدعوة إلى اعتماد ضرائب تصاعدية على الثروة والإرث لضمان عدالة اجتماعية حقيقية، موضحًا أن إعادة توزيع الثروة بشكل عادل يخلق انسجامًا اجتماعيًا ويعزز ثقة المواطنين في المؤسسات. وانتقد الجمود السياسي وانسداد الأفق أمام المبادرات الجديدة، مؤكدًا أن التحكم المركزي في الحياة الحزبية يمنع ظهور قوى جديدة ويعمق فقدان الثقة بين المواطن والدولة.
وأشار بلافريج إلى أهمية خطاب الملك محمد السادس المرتقب أمام البرلمان، معتبرًا أنه فرصة لإعادة الثقة بين الدولة والمجتمع عبر فتح حوار وطني صادق مع الشباب وممثلي الحركات الاجتماعية. وأشاد بحركة «جيل زد» واصفًا إياها بأنها تجربة فريدة أثبتت أن التغيير ممكن بطريقة سلمية وواعية، بعيدة عن الشخصنة أو العنف.
ويُذكر أن عمر بلافريج هو برلماني سابق عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، وقد مثل دائرتي الرباط وأكادير في البرلمان قبل أن يغادر الحياة السياسية سنة 2021. ويُعزى حضوره في هذا النقاش الرقمي إلى إقناع حركة «جيل زد» له بالمشاركة في الحوار المباشر مع الشباب حول الإصلاح السياسي والاجتماعي، وهو أول ظهور له منذ مغادرته البرلمان.
واختتم بلافريج حديثه برسالة تفاؤل، مؤكداً أن المغرب بلد خصب وقادر على التغيير إذا توحد المواطنون، خصوصاً الشباب، حول مشروع وطني يقوم على الحرية والكرامة والمساواة، مشدداً على أن الإصلاح الحقيقي يحتاج إلى إرادة سياسية صادقة ومتابعة جدية لضمان تحقيق العدالة الاجتماعية وفرص متساوية للجميع.
