وقد استقطب هذا التكوين 41 مشاركًا من خلفيات وجنسيات متنوعة، بينهم 31 متدربًا من دول أجنبية، تلقوا تأطيرًا مشتركًا من عشرة خبراء؛ ستة من الأطر الطبية للقوات المسلحة الملكية، وأربعة يمثلون الأمم المتحدة. وسمح هذا التنوع بتبادل واسع للخبرات وإيجاد أرضية موحدة للعمل الطبي العسكري وفق معايير احترافية.
وتضمن البرنامج وحدات متعددة، بدءًا من تدريب المدربين، مرورًا بدروس أساسية في الإسعاف الميداني وتعزيز فهم المخاطر المرتبطة بالمتفجرات، وصولًا إلى تكوين متخصص في الإخلاء الطبي داخل ظروف القتال، وهي مهمات تتطلب دقة عالية وقدرة على اتخاذ القرار تحت الضغط. وقد حرص المشرفون على الجمع بين الجانب النظري والممارسة الفعلية، بما يمكّن المتدربين من استيعاب المهارات بشكل شامل.
كما شكّلت التمارين التطبيقية والمحاكاة عنصرًا محوريًا في الدورة، حيث أعيد بناء بيئة عمليات شبه حقيقية تسمح للمشاركين بالتعامل مع سيناريوهات تحاكي ما يقع فعليًا في ساحات القتال. وساعد هذا الجانب العملي في صقل قدراتهم على العمل داخل فرق طبية متعددة التخصصات، وإتقان أساليب التنسيق السريع مع باقي الوحدات العسكرية.
ويبرز تنظيم هذه الدورة مدى التزام القوات المسلحة الملكية بتطوير منظومتها الطبية العسكرية، سواء عبر تكوين أطرها الوطنية أو من خلال الانفتاح على الشراكات الدولية. كما يعكس انخراط المغرب في دعم الجهود الأممية الرامية إلى تحسين جودة الدعم الطبي داخل مسارح العمليات، في وقت تتزايد فيه أهمية هذا النوع من التكوينات مع تعقّد التهديدات وتنوع الحروب الحديثة.
ويمثل هذا البرنامج محطة إضافية ضمن سلسلة مبادرات تؤكد سعي المغرب إلى تعزيز جاهزية أطره الطبية العسكرية، وتوسيع مجالات التعاون مع الشركاء الدوليين، بما يساهم في تطوير كفاءات قادرة على مواجهة التحديات الميدانية وضمان جودة الرعاية في أصعب الظروف
الرئيسية





















































