حياتنا

انتحار طفل في فلوريدا بسبب التنمر والإهمال: مأساة تهز المشاعر وتفتح باب النقاش حول حماية الأطفال


في حادثة مأساوية أثارت موجة من الحزن والغضب في ولاية فلوريدا، أقدم طفل يبلغ من العمر 11 عامًا على الانتحار بعد تعرضه لأشهر من التنمر والإهانة العلنية على يد معلمته، وفقًا لدعوى قضائية رفعتها عائلته ضد مجلس مدارس مقاطعة ماريون. هذه الحادثة تسلط الضوء على قضية التنمر في المدارس وتأثيرها المدمر على الصحة النفسية للأطفال.



الطفل لويس جونسون، طالب الصف الخامس في مدرسة "ليغاسي" الابتدائية بمدينة أوكالا، كان ضحية لسلوك مهين ومستمر من قبل معلمته دونا وايت. وفقًا للدعوى القضائية، كانت المعلمة تصفه بعبارات قاسية مثل "الغبي"، وتشجع زملاءه في الفصل على السخرية منه. إحدى الحوادث الموثقة تضمنت قولها أمام الطلاب: "لا أعرف لماذا تتكلم وأنت لا تعرف شيئًا، أليس كذلك يا أطفال؟"، مما تسبب في زيادة إحساسه بالعزلة والإهانة.

رغم الشكاوى المتكررة التي قدمها والدا لويس لإدارة المدرسة والمجلس التعليمي، إلا أن السلطات لم تتخذ أي إجراء لحمايته أو التحقيق في تصرفات المعلمة. هذا الإهمال، بحسب العائلة، أدى إلى إصابة الطفل بالاكتئاب والقلق، مما دفعه في النهاية إلى الإقدام على الانتحار.

في يوم 27 أبريل 2023، اصطحب والد لويس ابنه إلى عمله في شاحنة طعام، وعند عودتهما إلى المنزل، وضع الأب مسدسًا من عيار 9 ملم على المنضدة. أثناء تواجده خارج المنزل، سمع الأب طلقة نارية ليجد ابنه مصابًا بجروح قاتلة. رغم محاولات الإسعاف لإنقاذه، فارق الطفل الحياة بعد يومين متأثرًا بإصابته.

أجرت السلطات تحقيقًا داخليًا تضمن مقابلات مع أكثر من 20 طالبًا، وكشفت النتائج عن نمط متكرر من السلوك المسيء من قِبل المعلمة وايت. تبين أنها كانت تُهين الطلاب بشكل مستمر عند ارتكابهم الأخطاء، مما تسبب لهم بضغوط نفسية كبيرة. وعلى إثر هذه النتائج، لم يتم تجديد عقد المعلمة مع مدارس المقاطعة، إلا أن المجلس التعليمي لم يصدر أي تعليق رسمي بشأن القضية حتى الآن.

عقب الحادثة، وزعت عائلة لويس منشورات للتوعية بخطر الانتحار داخل المدرسة، متهمةً المعلمة بشكل مباشر بأنها السبب في النهاية المأساوية لابنها. وطالبت العائلة بمحاسبة المسؤولين عن الإهمال الذي أدى إلى وفاة طفلها، مشيرةً إلى أن التنمر والإهانة المستمرة كانا السبب الرئيسي في معاناته النفسية.

هذه الحادثة المؤلمة تفتح باب النقاش حول أهمية مكافحة التنمر في المدارس وتعزيز حماية الأطفال من السلوكيات المسيئة. كما تسلط الضوء على ضرورة توفير بيئة تعليمية آمنة وصحية للأطفال، بالإضافة إلى تعزيز الوعي بأهمية الصحة النفسية ودعم الطلاب الذين يعانون من التنمر أو الضغوط النفسية.

انتحار لويس جونسون هو تذكير مؤلم بمدى خطورة التنمر والإهمال في المدارس. يجب أن يكون هذا الحادث نقطة تحول تدفع المجتمعات والمؤسسات التعليمية إلى اتخاذ إجراءات حازمة لحماية الأطفال وضمان سلامتهم النفسية والجسدية. إن الأطفال هم أمل المستقبل، وحمايتهم من الأذى مسؤولية تقع على عاتق الجميع.

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الجمعة 9 ماي 2025

              

Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ















تحميل مجلة لويكاند






Buy cheap website traffic