فن وفكر

المهرجانات الصيفية في المغرب بين الترفيه والتنمية المحلية


تشهد المدن المغربية، سواء الساحلية أم الداخلية، خلال فصل الصيف تنظيم العديد من المهرجانات والمعارض والتظاهرات الفنية والثقافية والرياضية. هذه الفعاليات تُعتبر رافعة أساسية لتحريك الاقتصاد المحلي، إنعاش السياحة الداخلية، والتعريف بالتراث الثقافي المغربي. ومع ذلك، يبقى تحقيق الأثر التنموي لهذه التظاهرات رهيناً بتجاوز عدد من الإكراهات، واعتماد تصور متكامل يوازن بين الترفيه والجدوى الاقتصادية.



أهمية المهرجانات الصيفية
يرى أيوب كوزة، فاعل جمعوي من مدينة الجديدة، أن المهرجانات الصيفية تُساهم بشكل كبير في جذب السياح وتحريك الاقتصاد المحلي. فهي توفر فرصة لعرض التراث الثقافي والفني والترفيهي، مما يُساهم في تنشيط القطاع السياحي وزيادة فرص العمل المؤقتة. وأشار إلى أن هذه الفعاليات تُعزز الحركة التجارية من خلال زيادة الطلب على الخدمات الفندقية والمطاعم والنقل، كما أنها تُروج للمنتجات التقليدية وتُعرف بالهوية الثقافية للمنطقة، مما يعزز الصورة السياحية ويجذب المهتمين بالتراث.

الإكراهات التي تواجه المهرجانات
رغم الأثر الإيجابي، أشار كوزة إلى أن بعض المهرجانات تعاني من نقص الدعم المالي، مما يؤثر على جودة الفعاليات وترويجها. كما أن سوء التخطيط قد يؤدي إلى فشل في استقطاب الجمهور المستهدف. بالإضافة إلى ذلك، تعاني بعض المناطق من ضعف تأهيل المرافق السياحية المخصصة لاستقبال الزوار، مما يؤدي إلى ازدحام ونقص في الخدمات الأساسية مثل المواصلات والإقامة.

اختيار الزمان والمكان
أكد حميد الطلبي، متتبع للشأن المحلي بمدينة خريبكة، أن تحقيق التنمية المحلية المستدامة من خلال المهرجانات الصيفية يعتمد بشكل كبير على اختيار الزمان والمكان المناسبين. وأوضح أن توقيت بعض الفعاليات لا يراعي الخصوصيات المحلية، مشيراً إلى أن تنظيم المهرجانات خارج فترة وجود أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج يُفقدها زخمها وأثرها الاقتصادي. كما انتقد إقامة التظاهرات في أوقات غير مناسبة مثل منتصف النهار، مما يُضعف الإقبال ويؤثر سلباً على فرص التسويق والبيع.

وفيما يتعلق بالمهرجانات الفنية والسينمائية، أشار الطلبي إلى أن البرمجة غالباً ما تكون محدودة ولا تشمل جميع أحياء المدينة، مما يُقلل من إشعاعها وأثرها التنموي.

إكراهات ومقترحات
من جانبه، شدد حسن حُمير، فاعل جمعوي بمدينة المحمدية، على أن المهرجانات الصيفية تُعتبر وسيلة فعالة لتحريك الاقتصاد المحلي وتنشيط الحركة الثقافية والسياحية. ومع ذلك، أشار إلى إكراهات حقيقية تواجه هذه الفعاليات، مثل غياب تصور واضح للفضاءات المناسبة لتنظيمها، وضعف البنية التحتية الثقافية في بعض المدن.

كما عبّر عن أسفه لتسييس المهرجانات من طرف بعض المنتخبين، مما يُحولها إلى وسيلة للدعاية السياسية بدلاً من تحقيق أهدافها التنموية. ودعا إلى إبعاد المنتخبين عن التأثير المباشر على مضامين وبرامج المهرجانات، مع ضرورة تحسين البنية التحتية وتوفير فضاءات مؤهلة لاستقبال هذه الأنشطة.

التوازن بين الترفيه والتنمية
تلعب المهرجانات الصيفية دوراً محورياً في توفير متنفسات ثقافية وترفيهية للسكان والزوار. ومع ذلك، فإن تحقيق التوازن بين الترفيه والتنمية المحلية يتطلب استراتيجية متكاملة تراعي الزمان والمكان، وتستجيب لحاجيات الساكنة والمشاركين على حد سواء. كما أن إدراج البُعد الثقافي والترفيهي ضمن السياسات التنموية للمجالس المحلية يُمكن أن يُساهم في تعزيز الأثر الاقتصادي والاجتماعي لهذه الفعاليات.

وتبقى المهرجانات الصيفية في المغرب فرصة ذهبية لتعزيز السياحة الداخلية وتحقيق التنمية المحلية. ومع تجاوز الإكراهات وتطبيق مقترحات الفاعلين الجمعويين، يمكن لهذه الفعاليات أن تُصبح نموذجاً يحتذى به في الموازنة بين الترفيه والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 7 يوليوز 2025

              

آخر الأخبار | حياتنا | صحتنا | فن وفكر | لوديجي ستوديو | كتاب الرأي | هي أخواتها | تكنو لايف | بلاغ صحفي | لوديجي ميديا [L'ODJ Média] | المجلة الأسبوعية لويكاند | اقتصاديات | كلاكسون


Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ
















تحميل مجلة لويكاند







Buy cheap website traffic