ويأتي هذا التكوين في إطار استراتيجية شاملة لتطوير الطب العسكري المغربي، الذي أصبح ضرورة متزايدة في التعامل مع حالات الإصابات الخطيرة الناتجة عن النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية. وأوضح الطبيب العميد هشام البلخي، مدير الدورة التكوينية، أن الهدف من هذا البرنامج هو تحسين التكفل بالمصابين خارج المستشفى، وتطوير أساليب الإنعاش الأولي، بما يضمن إنقاذ حياة أكبر عدد ممكن من الضحايا. وأضاف أن التكوين يسعى أيضاً إلى توحيد البروتوكولات الطبية بين البلدان المشاركة، وتبادل الخبرات في مجال الإسعافات الطارئة، فضلاً عن تعزيز المهارات غير التقنية، مثل إدارة الضغط، القيادة، والتواصل بين فرق متعددة التخصصات.
ويشمل البرنامج شقاً تطبيقياً مكثفاً، يتضمن ورشات محاكاة للتعامل مع صدمات جسدية ونفسية متنوعة، تشمل إصابات الجمجمة والصدمات الناتجة عن انفجارات أو حوادث جماعية، إضافة إلى التدريب على الإخلاء الطبي الجوي والدعم الطبي في السياقات المدنية. كما تتضمن الدورة مناقشات حول إدماج التكنولوجيا الحديثة في الإنعاش، واستخدام المنتوجات الصيدلانية المتقدمة وأجهزة المراقبة الجديدة، بما يرفع من مستوى الاستجابة الطبية في الميدان.
وأكد الطبيب المقدم الغابوني إفالا ينيك، المتخصص في طب المستعجلات والكوارث، أن الدورة تحمل طابعاً إقليمياً متميزاً، إذ تتيح تبادل المفاهيم الحديثة على المستوى الإفريقي، وتعزز التعاون بين الدول المشاركة لتطوير بروتوكولات مشتركة تسهم في تعزيز سلامة المرضى وفعالية فرق الطوارئ. من جانبه، أشاد الطبيب الرائد بالمستشفى العسكري لنواكشوط، محمدو أسويدات، بأهمية هذه الدورة في تعزيز الشراكات الطبية بين المغرب وموريتانيا، مشيراً إلى أنها تعكس متانة العلاقات الثنائية والحرص على تطوير الكفاءات الطبية في المنطقة.
ويستفيد المشاركون من محتوى علمي متنوع يشمل نظريات التكفل بالمصابين، المبادئ الأساسية للإسعافات الطارئة، إدارة الحالات الاستثنائية، وأساليب الفرز الطبي في المناطق العملياتية. كما تتيح الدورة تقييم الأداء الفردي والجماعي للمشاركين، وتعزيز ثقافة التقييم الذاتي وتحسين أساليب العمل، بما يضمن جاهزية الفرق الطبية للتعامل مع أي طارئ في ظروف ميدانية صعبة.
وفي ختام الدورة، سيتم تنظيم ندوة علمية حول "الذكاء الاصطناعي والإنعاش الأولي"، يليها تقييم شامل للبرنامج وتسليم الشهادات للمشاركين، لتكون هذه المبادرة نموذجاً للتعاون الإقليمي والدولي في مجال الطب العسكري، وتعزيز قدرات المغرب في مجال الإنعاش ما قبل الاستشفائي، بما يضمن حماية حياة المواطنين والجنود في مختلف الظروف الطارئة
الرئيسية





















































