أكدت وزارة الداخلية البرتغالية أن طائرتي الإطفاء المغربيتين سيتم دمجهما فور وصولهما في منظومة العمل الميداني، التي تضم حاليا أكثر من 1600 عنصر إطفاء يدعمهم 528 مركبة و28 طائرة. ويأتي هذا الدعم الجوي في وقت تشهد فيه البرتغال موجة حر استثنائية وتحديات كبيرة، ما أدى إلى اندلاع حرائق ضخمة في عدة مناطق، أبرزها حريق ترانكوسو وسط البلاد، الذي أتى على حوالي 8000 هكتار من الأراضي الزراعية والبساتين، خصوصا كروم العنب وبساتين الزيتون، وهو ما ينذر بخسائر بيئية واقتصادية جسيمة.
كما شهدت منطقة كوفيليا القريبة من حديقة سيرا دا إستريلا الطبيعية حريقا آخر خطيرا أضاف إلى الأعباء التي تواجه فرق الإطفاء البرتغالية، في ظل توقعات باستمرار ارتفاع درجات الحرارة حتى 44 درجة مئوية في جنوب البلاد، وهو ما يزيد من صعوبة السيطرة على النيران. هذا الارتفاع في الحرارة يعد عاملا مساعدا في تفاقم حرائق الغابات، ويشكل تهديدا إضافيا للمواطنين والبيئة.
من الجدير بالذكر أن البرتغال شهدت خلال العام الحالي خسائر واسعة جراء الحرائق التي أتت على حوالي 60 ألف هكتار، حسب بيانات المعهد الوطني للغابات، ما يعكس تكرار هذه الظاهرة المناخية المتطرفة وتأثيراتها السلبية على الأراضي الزراعية والغابات وكذلك الصحة العامة.
تأخر الدعم الإسباني، الذي لم يتمكن من إرسال طائرات لمساعدة البرتغال بسبب انشغال فرق الإطفاء الإسبانية بمكافحة حرائق كبيرة في إسبانيا نفسها، دفع البرتغال للاستعانة بالمغرب لتعزيز جهودها، ما يعكس أهمية التعاون الإقليمي في مواجهة الكوارث الطبيعية المتزايدة. ويؤكد تدخل المغرب عبر إرسال طائرتي "كنادير" التزام الرباط بدعم دول الجوار في مواجهة التحديات البيئية والمناخية، ويبرز التعاون المغربي الأوروبي في مجال مكافحة الحرائق.
في ظل هذه الظروف، بات لزاما على الدول المعنية التفكير في استراتيجيات متقدمة لتعزيز قدرات مكافحة الحرائق، والاستثمار في وسائل تكنولوجية متطورة لمواجهة موجات الحر والجفاف المتزايدة، والتي تزيد من خطورة الحرائق. كما يتطلب الأمر تنسيقاً أفضل بين الدول المجاورة لتبادل الموارد والدعم بشكل سريع وفعال، والاهتمام بالتوعية المجتمعية حول مخاطر اندلاع الحرائق وطرق الوقاية منها