المشاهد التي تحققت من صحتها منظمات دولية، تُظهر عناصر مسلّحة تطلق النار بدمٍ بارد على رجال ممدّدين أرضاً، بعضهم جُرّد من سلاحه وأُسر بعد القتال. وهي صور تختصر حجم الانهيار الأخلاقي والإنساني الذي بلغه الصراع في السودان، وتشكّل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني الذي يحظر قتل الأسرى والمدنيين خارج نطاق القضاء.
تحذيرات أممية وجرس إنذار دولي
لم تتأخر الأمم المتحدة في دقّ ناقوس الخطر. فقد وصف فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، ما يجري في الفاشر بأنه وضع حرج للغاية، محذّراً من تصاعد خطر ارتكاب جرائم بدوافع إثنية بعد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على المدينة. وأكد أن مكتبه تلقّى تقارير موثوقة عن إعدامات ميدانية وعمليات احتجاز تعسفي طالت مئات المدنيين، بينهم صحفيون، مع مؤشرات خطيرة على استهداف جماعي لمكونات عرقية محددة.
لكن الأخطر، وفق تورك، هو ما يتهدد النساء والفتيات من خطر العنف الجنسي الواسع، وهو خطر “مرتفع جداً بالنظر إلى سوابق الماضي في شمال دارفور”، على حدّ تعبيره. ودعا المسؤول الأممي إلى تحرك عاجل لحماية المدنيين وتأمين ممرات إنسانية آمنة تتيح لهم الهروب من المدينة المنكوبة.
فصل جديد من الرعب العرقي
لم تعد الفاشر ساحة اشتباكٍ عابرة بين قوات متحاربة، بل تحوّلت إلى رمزٍ للفوضى والانهيار الإنساني في السودان. فالمجازر التي تُرتكب اليوم تعيد إنتاج مشهد دارفور القديم، حين تحوّلت الانتماءات القبلية والإثنية إلى وقود لحربٍ بلا ضمير، تدفع ثمنها العائلات والأطفال والنساء.
قوات الدعم السريع، التي ترفع شعار “التحرير”، تمارس على الأرض سياسة الأرض المحروقة، تاركة وراءها مدناً منكوبة وقرى خالية من الحياة. وبينما تتواصل الإعدامات والاعتقالات والعنف، لا يزال المجتمع الدولي يراقب بصمتٍ مريب، مكتفياً ببيانات التنديد التي لم تُوقف يوماً نزيف الدم في السودان.
بين الخذلان والدم
الفاشر اليوم تُختصر في صورتين: دماء تسيل على التراب، وصمت عالمي ثقيل. الصور التي شاهدها الملايين ليست مجرد وثائق عابرة، بل شهادة على انهيار الضمير الإنساني أمام تراجيدياٍ متكرّرة، كأن دارفور كُتِب عليها أن تعيش المأساة مرّتين.
إن ما يجري ليس معركة على الأرض، بل معركة على الذاكرة الإنسانية، بين من يريد أن يُفلت من العقاب، ومن لا يزال يؤمن أن العدالة يمكن أن تُعيد للحياة معناها في أرضٍ تئنّ من الظلم والجراح.
تحذيرات أممية وجرس إنذار دولي
لم تتأخر الأمم المتحدة في دقّ ناقوس الخطر. فقد وصف فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، ما يجري في الفاشر بأنه وضع حرج للغاية، محذّراً من تصاعد خطر ارتكاب جرائم بدوافع إثنية بعد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على المدينة. وأكد أن مكتبه تلقّى تقارير موثوقة عن إعدامات ميدانية وعمليات احتجاز تعسفي طالت مئات المدنيين، بينهم صحفيون، مع مؤشرات خطيرة على استهداف جماعي لمكونات عرقية محددة.
لكن الأخطر، وفق تورك، هو ما يتهدد النساء والفتيات من خطر العنف الجنسي الواسع، وهو خطر “مرتفع جداً بالنظر إلى سوابق الماضي في شمال دارفور”، على حدّ تعبيره. ودعا المسؤول الأممي إلى تحرك عاجل لحماية المدنيين وتأمين ممرات إنسانية آمنة تتيح لهم الهروب من المدينة المنكوبة.
فصل جديد من الرعب العرقي
لم تعد الفاشر ساحة اشتباكٍ عابرة بين قوات متحاربة، بل تحوّلت إلى رمزٍ للفوضى والانهيار الإنساني في السودان. فالمجازر التي تُرتكب اليوم تعيد إنتاج مشهد دارفور القديم، حين تحوّلت الانتماءات القبلية والإثنية إلى وقود لحربٍ بلا ضمير، تدفع ثمنها العائلات والأطفال والنساء.
قوات الدعم السريع، التي ترفع شعار “التحرير”، تمارس على الأرض سياسة الأرض المحروقة، تاركة وراءها مدناً منكوبة وقرى خالية من الحياة. وبينما تتواصل الإعدامات والاعتقالات والعنف، لا يزال المجتمع الدولي يراقب بصمتٍ مريب، مكتفياً ببيانات التنديد التي لم تُوقف يوماً نزيف الدم في السودان.
بين الخذلان والدم
الفاشر اليوم تُختصر في صورتين: دماء تسيل على التراب، وصمت عالمي ثقيل. الصور التي شاهدها الملايين ليست مجرد وثائق عابرة، بل شهادة على انهيار الضمير الإنساني أمام تراجيدياٍ متكرّرة، كأن دارفور كُتِب عليها أن تعيش المأساة مرّتين.
إن ما يجري ليس معركة على الأرض، بل معركة على الذاكرة الإنسانية، بين من يريد أن يُفلت من العقاب، ومن لا يزال يؤمن أن العدالة يمكن أن تُعيد للحياة معناها في أرضٍ تئنّ من الظلم والجراح.
الرئيسية























































