بقلم الدكتور : مصطفى بلعوني، باحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية تخصص تاريخ معاصر وراهن التاريخ الاجتماعي والاقتصادي.
عرفت المملكة المغربية بناء صناعة السفن سواء التي تحمل البضائع أو الحربية قديما قبل الميلاد وخاصة مع دخول الفينيقيين إلى المغرب 200 سنة قبل الميلاد .وقد كانت هذه الصناعة نشيطة في هذا الزمن لأن الفينيقيين عندما استقروا بالمغرب وجاؤوا من مدينة صور بلبنان معهم خبرة كبيرة يصنعون السفن من شجرة الزان كما أنهم يتفنون في صناعة السفن وكانت المدن الساحلية طنجة والعرائش وأصيلا وسلا التي أقيمت فيها هذه الصناعة والتي انطلقت منها ، أبرز الرحلات التى قام بها المستكشفون الجغرافيون المغاربة منها رحلة حانون .في القرن الخامس قبل الميلاد ورحلة الشريف الإدريسي سنة 1125 التي استغرقت 15 سنة و رحلة أبو عبد الله العبدري القرن 14 سنة 1300 م ورحلة ابن بطوطة 1325 م التي انطلقت من طنجة ورحلة محمد الحسن الوزان المعروف بليون الإفريقي أو يوحنا الأسد الافريقي عندما أسر من القراصنة الإيطاليين وقدموه إلى البابا وفرض عليه اعتناق المسيحية وكان ذلك في القرن 16.وكانت المدن المغربية رائدة و .من أهم المدن طنجة العرائش الصويرة سلا بالإضافة إلى قرطبة صنعت بها السفن وفي زمن الفتح الإسلامي كانت طنجة أكثر المدن التي صنعت بها مراكب السفن وأقاموا على اثرها بجوازات سفر إلى الأندلس في زمن طارق بن زياد عام 92،للهجرة الموافق 518 للميلاد .
كما تطورت هذه الصناعة في عهد المرابطين وخاصة اخدوا من المدن الأندلسية مالقة أهم ورش كان لدى المرابطين تم الصويرة وفي زمن الموحدين نشطت هذه الصناعة وطورها الموحدون بواسطة السفن الحربية التي كانت تحرص الامبراطورية المغربية الموحدة كل السواحل حتى برقة بليبيا .وفي سنة 1158م أمام الغزو الصليبي للديار المقدسة طلب صلاح الدين الأيوبي من السلطان الموحدي يعقوب المنصور المساعدة وأرسل له أسطول بحري بواسطته حررت القدس وبقي المغاربة في هذه البقاع منذ القرن 12 الميلادي. تم في زمن المرينيين وكانت الحملة التي قام بها أبا الحسن المريني بالأندلس تم بتونس فقد استرجع جبل طارق من القشتاليين 1335 تم زحف نحو تونس واسقط الحفصيين بها سنة 1348 م.
وفي زمن السعديين في القرن 16 طور السعديون بناء،أحواض السفن وخاصة أكادير وتيزنيت وكانت قاعدة عسكرية دائمة في حصن سانتا كروز أي الحصن المقدس. ليراقبوا. الهجمات البرتغالية الإسبانية في السواحل الجنوبية في تزنيت وسيدي إفني.
وقد برعوا في صناعة أحواض السفن .
وفي زمن الدولة العلوية الشريفة تطورت هذه الصناعة لأحواض السفن حيث قام سيدي محمد بن عبد الله العلوي في القرن 18 بناء أكبر سفينة أثارت إعجاب الدولة الأوربية فرنسا واسبانيا والدنمارك ،والبرتغال هذه السفينة أدت إلى تأزيم خزينة الدولة وتجاوزت سفن الأتراك. حيث انتصر سيدي محمد بن عبد الله على الجيش الفرنسي في معركة العرائس بواسطة السفن الحربية المغربية عام 1765 م وبقيت صناعة أحواض السفن .طوال التاريخ المغربي .وفي القرن التاسع عشر في عهد. السلطان مولاي عبد الرحمن العلوي .الحسن الأول اهتموا بصناعة لبناء أحواض السفن ..وكان المغاربة يتفننون في ذلك وشهدت المدن الساحلية نهضة هذه الصناعة وتطورها ، الداربيضاء،الصويرة العرائش، سلا طنجة ..أكادير، هذه الصناعة حسب الدول التي مرت في تاريخ المغرب قديمه ووسيطه وحديثه ومعاصره ..
وقد كانت الهندسة والحرف المغربية للصانع المغربي ذو تقنية عالية صقالها نتيجة امتدادات المغرب جغرافيا لحماية السواحل المغربية الممتدة .وتعد من أكبر الحنط الحرفية بالمملكة المغربية حيث صنعوا العبارات لقطع الأنهار.
والمغرب من الدول الرائدة تاريخيا في هذا المجال اذن انه لعب أدوارا طلائعية .في هذا الاتجاه ، وتمارس المغاربة على هذه الصناعة الحرفية .حيث كانت أكبر حنطة في المغرب زمن الموحدين ..تم العلويين أيام السلطان سيدي محمد بن عبد الله العلوي.
لذلك أن المغرب كان يضاهي كل الدول البحرية بما فيها اليونان والبرتغال والأتراك..بحيث كانت الدول المطلة على البحر،الأبيض المتوسط تستورد المراكب سواء الحربية أو التجارية في القرنين 15 و16و17 عشر من المغرب ..مما زاد في دعمها وتقويتها اليد المدربة للأندلسيين الذين تفننوا في إقامة أحواض لبناء السفن .
أن المغرب اليوم الذي مازالت الجغرافية تصون هذا المعطى وصامدة في هذا الاتجاه.
أن العودة إلى هذه الصناعة اليوم وفي هذا الظرف الدقيق الذي،يجتازه العالم في إطار الحرب التجارية أن المملكة المغربية بفضل. توجهات جلالة الملك سوف تعود إلى هذا الميدان بقوة برأسمال وطني ومغاربة لهم التجربة والكفاءة والخبرة في هذا الميدان والتي صقلت في دول أخرى والتي يجب أن يستفيد الوطن من تجربتهم التي راكموها في هذا المجال.
أن الخطاب الملكي السامي للمسيرة الخضراء في 6 نونبر 2023
كان خطابا مفصليا قويا مناضلا جند على مبادرات سامية جديدة ومتجددة ومبتكرة خاصة إقامة أقطاب في الجنوب على طول البحر المحيط الاطلسي و الانفتاح على أفريقيا الغربية والجنوبية الغربية لفتح بوابة افريقيا وعلى أمريكا وإقامة أسطول بحري تجاري تنافسي وعلى دول الساحل بإقامة شراكة مندمجة وفاعلة مع أكثر من عشرين دولة أفريقية. وخاصة للاقامة و تشييد مشاريع كبرى كالنقل البحري واللوجيستيك و الطرق والمواصلات والمطارات والسكك الحديد …في إطار التنمية المستدامة .ومن بين هذه المشاريع الكبرى هو بناء ورش صناعة السفن التجارية والحربية ، أن الاقتصاد والتنمية الافريقية،في حاجة إليها وأن السوق الأفريقية ستكون مجالا خصبا للتجارة السفن. وأن أفريقيا سوف تستفيد من القرب الجغرافي للمغرب .
كما لا يمكن أن تنقل البضائع التجارية للمصدرين المغاربة على ظهر،سفن أجنبية تحمل راية غير وطنية. .
أن إعادة بناء،السفن المتنوعة بالمملكة المغربية برأسمال وطني للمستثمرين المغاربة .يدخل في النظرة الاستراتيجية الوطنية التي نادى بها جلالة الملك محمد السادس أيده الله .
كما أن المغرب كان رائدا طوال التاريخ في بناء السفن وإقامة أحواض في السواحل المغربية وكان يضاهي البرتغال والإسبان في العصر الحديث كما أنه متفوق عليهم في العصر الوسيط والقديم وفي سنة 1765م قرر السلطان سيدي محمد بن عبد الله العلوي إعلانا لتشييد سفينة أكبر بكثير من سفينة كارافيلا التي شيدتها إيزابيلا ملكة قشتالة الأسبانية .التي قامت بالاسكتشافات الجغرافية في القرن 16م .وهي التي جهزت كريستوف كولومبوس 1504 م في رحلته الاستكشافية إلى الهند لكن الأقدار رمته باكتشاف أمريكا.
ولهذا يجب أن تنسجم هذه المشاريع الكبرى مع الرؤية الاقتصادية لجلالة الملك. في التنصل من التبعية الأجنبية. وإقامة مشاريع مستدامة وقوية مثل هذا الورش البحري الكبير الذي سوف يشغل الآلاف من اليد العاملة التقنية والمدربه المغربية و سيشغل المئات من المهندسين في مختلف التخصصات .ومن هنا تعطى الإطار المغربي روح المبادرة والابتكار لكي يبرهن على كفاءته .إن الدعوة اليوم موجهة لكل الفاعلين الاقتصاديين ولكل من لهم القرار من أجل إنجاز هذا الورش الكبير بهوية مغربية خالصة.
كما تطورت هذه الصناعة في عهد المرابطين وخاصة اخدوا من المدن الأندلسية مالقة أهم ورش كان لدى المرابطين تم الصويرة وفي زمن الموحدين نشطت هذه الصناعة وطورها الموحدون بواسطة السفن الحربية التي كانت تحرص الامبراطورية المغربية الموحدة كل السواحل حتى برقة بليبيا .وفي سنة 1158م أمام الغزو الصليبي للديار المقدسة طلب صلاح الدين الأيوبي من السلطان الموحدي يعقوب المنصور المساعدة وأرسل له أسطول بحري بواسطته حررت القدس وبقي المغاربة في هذه البقاع منذ القرن 12 الميلادي. تم في زمن المرينيين وكانت الحملة التي قام بها أبا الحسن المريني بالأندلس تم بتونس فقد استرجع جبل طارق من القشتاليين 1335 تم زحف نحو تونس واسقط الحفصيين بها سنة 1348 م.
وفي زمن السعديين في القرن 16 طور السعديون بناء،أحواض السفن وخاصة أكادير وتيزنيت وكانت قاعدة عسكرية دائمة في حصن سانتا كروز أي الحصن المقدس. ليراقبوا. الهجمات البرتغالية الإسبانية في السواحل الجنوبية في تزنيت وسيدي إفني.
وقد برعوا في صناعة أحواض السفن .
وفي زمن الدولة العلوية الشريفة تطورت هذه الصناعة لأحواض السفن حيث قام سيدي محمد بن عبد الله العلوي في القرن 18 بناء أكبر سفينة أثارت إعجاب الدولة الأوربية فرنسا واسبانيا والدنمارك ،والبرتغال هذه السفينة أدت إلى تأزيم خزينة الدولة وتجاوزت سفن الأتراك. حيث انتصر سيدي محمد بن عبد الله على الجيش الفرنسي في معركة العرائس بواسطة السفن الحربية المغربية عام 1765 م وبقيت صناعة أحواض السفن .طوال التاريخ المغربي .وفي القرن التاسع عشر في عهد. السلطان مولاي عبد الرحمن العلوي .الحسن الأول اهتموا بصناعة لبناء أحواض السفن ..وكان المغاربة يتفننون في ذلك وشهدت المدن الساحلية نهضة هذه الصناعة وتطورها ، الداربيضاء،الصويرة العرائش، سلا طنجة ..أكادير، هذه الصناعة حسب الدول التي مرت في تاريخ المغرب قديمه ووسيطه وحديثه ومعاصره ..
وقد كانت الهندسة والحرف المغربية للصانع المغربي ذو تقنية عالية صقالها نتيجة امتدادات المغرب جغرافيا لحماية السواحل المغربية الممتدة .وتعد من أكبر الحنط الحرفية بالمملكة المغربية حيث صنعوا العبارات لقطع الأنهار.
والمغرب من الدول الرائدة تاريخيا في هذا المجال اذن انه لعب أدوارا طلائعية .في هذا الاتجاه ، وتمارس المغاربة على هذه الصناعة الحرفية .حيث كانت أكبر حنطة في المغرب زمن الموحدين ..تم العلويين أيام السلطان سيدي محمد بن عبد الله العلوي.
لذلك أن المغرب كان يضاهي كل الدول البحرية بما فيها اليونان والبرتغال والأتراك..بحيث كانت الدول المطلة على البحر،الأبيض المتوسط تستورد المراكب سواء الحربية أو التجارية في القرنين 15 و16و17 عشر من المغرب ..مما زاد في دعمها وتقويتها اليد المدربة للأندلسيين الذين تفننوا في إقامة أحواض لبناء السفن .
أن المغرب اليوم الذي مازالت الجغرافية تصون هذا المعطى وصامدة في هذا الاتجاه.
أن العودة إلى هذه الصناعة اليوم وفي هذا الظرف الدقيق الذي،يجتازه العالم في إطار الحرب التجارية أن المملكة المغربية بفضل. توجهات جلالة الملك سوف تعود إلى هذا الميدان بقوة برأسمال وطني ومغاربة لهم التجربة والكفاءة والخبرة في هذا الميدان والتي صقلت في دول أخرى والتي يجب أن يستفيد الوطن من تجربتهم التي راكموها في هذا المجال.
أن الخطاب الملكي السامي للمسيرة الخضراء في 6 نونبر 2023
كان خطابا مفصليا قويا مناضلا جند على مبادرات سامية جديدة ومتجددة ومبتكرة خاصة إقامة أقطاب في الجنوب على طول البحر المحيط الاطلسي و الانفتاح على أفريقيا الغربية والجنوبية الغربية لفتح بوابة افريقيا وعلى أمريكا وإقامة أسطول بحري تجاري تنافسي وعلى دول الساحل بإقامة شراكة مندمجة وفاعلة مع أكثر من عشرين دولة أفريقية. وخاصة للاقامة و تشييد مشاريع كبرى كالنقل البحري واللوجيستيك و الطرق والمواصلات والمطارات والسكك الحديد …في إطار التنمية المستدامة .ومن بين هذه المشاريع الكبرى هو بناء ورش صناعة السفن التجارية والحربية ، أن الاقتصاد والتنمية الافريقية،في حاجة إليها وأن السوق الأفريقية ستكون مجالا خصبا للتجارة السفن. وأن أفريقيا سوف تستفيد من القرب الجغرافي للمغرب .
كما لا يمكن أن تنقل البضائع التجارية للمصدرين المغاربة على ظهر،سفن أجنبية تحمل راية غير وطنية. .
أن إعادة بناء،السفن المتنوعة بالمملكة المغربية برأسمال وطني للمستثمرين المغاربة .يدخل في النظرة الاستراتيجية الوطنية التي نادى بها جلالة الملك محمد السادس أيده الله .
كما أن المغرب كان رائدا طوال التاريخ في بناء السفن وإقامة أحواض في السواحل المغربية وكان يضاهي البرتغال والإسبان في العصر الحديث كما أنه متفوق عليهم في العصر الوسيط والقديم وفي سنة 1765م قرر السلطان سيدي محمد بن عبد الله العلوي إعلانا لتشييد سفينة أكبر بكثير من سفينة كارافيلا التي شيدتها إيزابيلا ملكة قشتالة الأسبانية .التي قامت بالاسكتشافات الجغرافية في القرن 16م .وهي التي جهزت كريستوف كولومبوس 1504 م في رحلته الاستكشافية إلى الهند لكن الأقدار رمته باكتشاف أمريكا.
ولهذا يجب أن تنسجم هذه المشاريع الكبرى مع الرؤية الاقتصادية لجلالة الملك. في التنصل من التبعية الأجنبية. وإقامة مشاريع مستدامة وقوية مثل هذا الورش البحري الكبير الذي سوف يشغل الآلاف من اليد العاملة التقنية والمدربه المغربية و سيشغل المئات من المهندسين في مختلف التخصصات .ومن هنا تعطى الإطار المغربي روح المبادرة والابتكار لكي يبرهن على كفاءته .إن الدعوة اليوم موجهة لكل الفاعلين الاقتصاديين ولكل من لهم القرار من أجل إنجاز هذا الورش الكبير بهوية مغربية خالصة.