وأوضح المسؤول الحكومي أن المغرب يسجل سنوياً حوالي 50 ألف حالة جديدة من السرطان بمختلف أنواعه، غير أن سرطان عنق الرحم تراجع إلى المرتبة الرابعة ضمن السرطانات الأكثر انتشاراً لدى النساء، بنسبة 6,5 في المائة، وبمعدل إصابة يناهز 8,3 حالات لكل 100 ألف امرأة، بعدما كان يحتل المرتبة الثانية في وقت سابق بنسبة تجاوزت 12 في المائة ومعدل إصابة فاق 13 حالة لكل 100 ألف.
هذا التحول، بحسب الوزير، لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة اعتماد استراتيجية وطنية منسجمة مع التزامات المغرب الدولية وتوصيات منظمة الصحة العالمية، ترتكز على ثلاث دعائم أساسية، في مقدمتها الوقاية، التي عرفت دفعة قوية منذ إدماج التلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) ضمن البرنامج الوطني للتمنيع سنة 2022.
وأشار التهراوي إلى أن التلقيح يشكل أحد أكثر التدخلات الصحية فعالية من حيث التكلفة والنتائج، لكونه يستند إلى أدلة علمية صلبة، مبرزاً أن الوزارة عملت، بالتوازي مع ذلك، على تكثيف حملات التحسيس والتوعية الصحية، بهدف ترسيخ ثقافة الوقاية لدى الأسر وتشجيع الإقبال على الخدمات الصحية الوقائية.
وعلى مستوى الكشف المبكر، أوضح الوزير أن البرنامج الوطني المنظم يستهدف النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 30 و49 سنة، وهو برنامج جرى تعميمه تدريجياً ليشمل 61 عمالة وإقليماً، حيث تستفيد منه سنوياً حوالي 500 ألف امرأة، عبر شبكة صحية تضم 59 مركزاً مرجعياً للصحة الإنجابية موزعة على مختلف جهات المملكة.
أما في ما يخص التكفل العلاجي، فأكد التهراوي أن المنظومة الصحية تمكنت من علاج أكثر من ألف حالة ما قبل سرطانية سنوياً، مع توفير العلاج المتخصص داخل 12 مركزاً جهوياً للأنكولوجيا، إضافة إلى قطبين مرجعيين بالمراكز الاستشفائية الجامعية بكل من الرباط والدار البيضاء، وفق بروتوكولات علاجية وطنية محينة تراعي أحدث المعايير الطبية.
وخلص وزير الصحة إلى أن هذه المقاربة المتكاملة، التي تجمع بين الوقاية والتشخيص المبكر والعلاج، بدأت تؤتي ثمارها بشكل واضح، مع تسجيل تراجع مستمر في معدلات الإصابة، مؤكداً في الآن ذاته التزام الوزارة بمواصلة تعزيز هذه الجهود، بهدف القضاء على سرطان عنق الرحم كإشكال للصحة العمومية في المغرب خلال السنوات المقبلة
الرئيسية





















































