واعتبر المسؤول المغربي أن الولوج الشامل إلى الكهرباء لا يزال يشكل تحديًا جوهريًا للقارة الإفريقية، مؤكداً أن المسار نحو تنمية اقتصادية شاملة يتطلب معالجة الإكراهات الطاقية التي تواجه العديد من البلدان، مشددًا على أهمية تقاسم التجارب في هذا المجال، في سياق التعاون جنوب – جنوب.
وسجل حجيرة أن تحقيق السيادة الطاقية في إفريقيا يمر عبر تطوير سلاسل القيمة الإقليمية وتعزيز التكامل بين البنيات التحتية، مبرزًا أن مشروع منطقة التبادل الحر القارية يمثل فرصة حقيقية لتجاوز المعوقات، وتشجيع الاستثمارات المشتركة في مجال الكهرباء والطاقات النظيفة.
وفي هذا السياق، دعا إلى ضرورة تحسين شروط النفاذ إلى الأسواق، وتجاوز العقبات التنظيمية والتقنية، خاصة في ما يتعلق بالمواد الكهربائية والطاقات المتجددة، في أفق خلق منظومة إنتاجية قارية أكثر انسجامًا واستقلالية.
المعرض الذي تحتضنه العاصمة السنغالية هذا العام، بعد محطات سابقة بكل من الدار البيضاء ونيامي وأبيدجان وياوندي، عرف مشاركة أزيد من 80 عارضًا من 20 بلدًا، وينتظر أن يستقطب زهاء 2000 زائر مهني يمثلون مختلف الفاعلين في القطاع، من مهندسين ومستثمرين وصناع قرار ومقاولات ناشئة ومؤسسات مالية.
بدوره، أكد سفير المغرب في السنغال، حسن الناصري، أن الكهرباء لم تعد مجرد مسألة تقنية، بل أصبحت عنصراً حيويًا في تحقيق التنمية المستدامة، وربط بين النجاعة الطاقية ومفاهيم السيادة الاقتصادية والاجتماعية. ولفت الانتباه إلى الأرقام المقلقة التي تعكس حجم العجز الطاقي في القارة، حيث لا يزال قرابة 600 مليون إفريقي دون كهرباء.
وسلط الناصري الضوء على مشروع أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي، معتبراً إياه جزءاً من مقاربة شاملة تهدف إلى تحقيق اندماج طاقي إقليمي، وتعزيز شبكات الربط الكهربائي، في أفق دعم النمو الصناعي والاقتصادي المشترك.
من جانبه، حذر كاتب الدولة السنغالي المكلف بتنمية الصناعات الصغيرة والمتوسطة، إبراهيما ثيام، من استمرار التحديات الهيكلية التي تعيق تحقيق السيادة الطاقية، مشيرًا إلى أن عددًا كبيرًا من الدول الإفريقية لا يزال يواجه صعوبات على مستوى الإنتاج والتوزيع والتكلفة، ما يؤثر على حياة السكان وعلى تنافسية المقاولات.
وأكد أن المعرض يشكل منصة مفتوحة لتبادل الخبرات ومناقشة الحلول المبتكرة لمعضلات القارة في المجال الطاقي، في ظل الحاجة إلى اعتماد سياسات تدمج الأبعاد التقنية والاقتصادية والاجتماعية لضمان تزويد مستدام بالكهرباء لفائدة المواطنين والمقاولات على السواء