أخبار بلا حدود

أوكرانيا تضرب العمق الروسي : هجوم بالطائرات المسيّرة يستهدف أكثر من 40 قاذفة استراتيجية روسية


في صباح الأول من يونيو 2025، دخل الصراع الروسي الأوكراني منعطفاً استثنائياً، بعد تنفيذ عملية استخباراتية عالية الدقة في عمق الأراضي الروسية، استهدفت أربع قواعد جوية تعد من أهم الأعمدة الاستراتيجية لسلاح الجو الروسي. هذا الهجوم، الذي تبنته مصادر داخل جهاز الاستخبارات الأوكرانية (SBU)، يعكس تحولاً نوعياً في مسار الحرب، ليس فقط من الناحية التقنية، بل في ميزان الردع العسكري والنفسي بين الطرفين



الهجوم نُفذ بواسطة طائرات مسيّرة معدّلة محلياً قادرة على الطيران مئات الكيلومترات دون أن يتم رصدها من قبل أنظمة الدفاع الجوي الروسية المتطورة مثل S-300 وS-400. وقد استهدفت هذه المسيّرات قاذفات من طراز Tu-95 وTu-160، وهما الطرازان الأساسيان في الترسانة الروسية للهجمات الجوية بعيدة المدى، والقادران على حمل صواريخ كروز وحتى رؤوس نووية. إلحاق الضرر بأكثر من 40 طائرة من هذا النوع يمثل اختراقاً استراتيجياً غير مسبوق.
 

ويعكس هذا الهجوم تصاعد الدور الاستخباراتي في الحرب، إذ نُسب إلى جهاز SBU بدلاً من القوات المسلحة الأوكرانية النظامية، مما يدل على أن الحرب باتت تُدار على نحو متزايد عبر أدوات خفية تجمع بين التقنية العالية، والتخطيط المعمّق، والتنسيق مع جهات دولية، يبدو أن الاستخبارات الأوكرانية استطاعت بناء شبكة معلومات دقيقة عن البنية التحتية الدفاعية الروسية، وهو ما مكّنها من شن ضربات فعالة دون أن يتم اعتراضها.
 

غياب أي رد رسمي من موسكو حتى الآن يعزز من أهمية العملية. فصمت وزارة الدفاع الروسية، رغم ضخامة الهجوم، يشير إلى ارتباك داخلي ومحاولة لامتصاص صدمة ضربة معنوية وعسكرية موجعة. ويخشى الكرملين، كما يبدو، من أن يؤدي الاعتراف بالفشل إلى إضعاف الروح المعنوية الداخلية وزيادة الضغوط الدولية.
 

أما من حيث الأثر الاستراتيجي، فمن المتوقع أن تنعكس العملية على المدى القصير في تراجع قدرة روسيا على تنفيذ ضربات استراتيجية واسعة ضد أهداف داخل أوكرانيا، خصوصاً على مستوى البنية التحتية الحيوية. أما على المدى المتوسط، فستُضطر موسكو إلى إعادة توزيع طائراتها وقواعدها الجوية، مما يخلق عبئاً لوجستياً إضافياً ويكشف ضعفاً في قدرتها على حماية عمقها الجغرافي. وعلى المدى الطويل، فإن العقيدة الدفاعية الروسية برمتها أصبحت على المحك، بعدما ظهر أن خطوطها الخلفية لم تعد بمنأى عن الهجمات.
 

أوكرانيا، من خلال هذه الضربة، لا تبعث برسالة عسكرية فحسب، بل تستعرض تحولاً جذرياً في استراتيجيتها: الانتقال من موقع الدفاع إلى الهجوم الذكي، باستخدام أدوات منخفضة الكلفة ومرتفعة التأثير. كما تؤكد العملية أن ساحة المعركة باتت تتجاوز حدود الجغرافيا التقليدية، لتدخل زمن «الحرب السيبرية-المسيّرة»، حيث تتراجع أهمية الجيوش النظامية أمام مرونة وحدات الاستخبارات والابتكار التكنولوجي.
 

في نهاية المطاف، فإن هذا الهجوم قد يؤسس لمرحلة جديدة من الصراع، تتسم بمزيد من الغموض التكتيكي والتصعيد غير المتكافئ. وإذا لم تُفلح موسكو في استعادة المبادرة بسرعة، فقد تجد نفسها مضطرة لتغيير كامل في نمط إدارتها للحرب، من الدفاع الصلب إلى الحذر المستمر، في وقت تتقلص فيه الهوامش الآمنة داخل حدودها.


أوكرانيا، روسيا، طائرات مسيّرة، هجوم استخباراتي، SBU، الحرب الروسية الأوكرانية، Tu-95، Tu-160


Aicha Bouskine
عائشة بوسكين صحافية خريجة المعهد العالي للإعلام والاتصال، باحثة في العلوم السياسية وصانعة محتوى في إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 2 يونيو 2025

              

Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ















تحميل مجلة لويكاند






Buy cheap website traffic