صحتنا

نقص أدوية السل


يتفاقم النقص في أدوية السل، ما يضيف تعقيداً إلى مشكلة الأدوية التي تعتبر إما نادرة أو غير متاحة حالياً في كل من الصيدليات العامة والخاصة التي تشرف عليها وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية. هذا الوضع الحرج يعرّض المرضى لعدة مخاطر صحية جسيمة وقد يسهم في تفشي وباء السل بدرجة أكبر في البلاد.



ويلاحظ العديد من مرضى السل تزايد الصعوبة في الحصول على أدويتهم بانتظام، وفي ظل حاجتهم لمراجعة المراكز الصحية مرارًا وتكرارًا للتأكد من توفر العلاج، يجدون أنفسهم غالبًا في بيئات مزدحمة، ما يزيد من خطر انتشار العدوى. هذا الوضع يشكل خطرًا ليس فقط على مرضى السل، بل أيضًا على جميع المرضى الآخرين الموجودين في تلك المراكز.


يروي أحد المرضى: "اضطررت للذهاب ثلاث مرات هذا الأسبوع لأحصل على دوائي. كل زيارة تضيف توترًا إضافيًا، وأخشى دائمًا من احتمال نقل المرض إلى آخرين. هذه المشكلة أبعد ما تكون عن الحدث النادر، وتعكس مشكلة منهجية تحتاج إلى تدخل عاجل من قبل السلطات الصحية".

ويعتبر الانقطاع عن علاج السل مسألة خاصة وهامة. السل، وهو مرض معدٍ خطير تسببه بكتيريا المتفطرة السلية، يتطلب علاجاً دورياً دون انقطاع للسيطرة عليه وعلاجه بشكل فعال. وينص البروتوكول القياسي على مرحلة علاجية مكثفة تستمر لثمانية أسابيع، تليها فترة علاج متابعة قد تمتد لعدة أشهر.

قد يؤدي التوقف المبكر عن العلاج خلال المرحلة المكثفة إلى مضاعفات حادة. من أخطرها:

وقد يتسبب بانتكاسة المرض ونشاط المرض السل لدى الأفراد الذين تجاوزوا المرحلة الأعراضية.

وقد تتفاقم أيضا الأعراض لدى المرضى بسبب انقطاع العلاج، مما يؤدي إلى زيادة المعاناة والمراضة المصاحبة.

أحد أخطر النتائج هو تطور سلالات مقاومة للأدوية من البكتيريا المتفطرة السلية، مما يجعل علاج السل أكثر صعوبة وطولاً وتكلفة، ولا يعود بالنتائج العلاجية المأمولة.

ولمواجهة هذا الوضع، يجب على وزارة الصحة اتخاذ إجراءات عاجلة وفعّالة. إن تطبيق نظام أكثر تشديداً لإدارة المخزون وتوسيع مخزون الأدوية هما إجراءان حيويان.

كذلك، تعزيز سلاسل الإمداد لتفادي النقص مستقبلاً أمر ضروري. ويمكن للتعاون مع المنظمات الدولية ومصنعي الأدوية أن يساعد بشكل كبير في ضمان توفير إمدادات ثابتة وكافية.

إضافة إلى الإجراءات اللوجستية، من المهم القيام بحملة توعية تستهدف المهنيين الصحيين والجمهور العام. يجب تثقيف المرضى حول أهمية مواصلة علاجهم بدون انقطاع، وتزويدهم بالبدائل في حال وجود نقص، مما يمكن أن يقلل من مخاطر المضاعفات والتفشي.

ويجب تدريب الصيادلة والأطباء على كيفية التعامل مع نقص الأدوية لتقليل احتمالية انقطاع العلاج. يمكن اعتماد بروتوكولات بديلة مؤقتة أو استخدام علاجات بديلة لتعويض النقص الحاصل.

يعد نقص أدوية السل أزمة صحية بحاجة إلى استجابة فورية ومنسقة.

تعتمد الصحة العامة على قدرة الجهات المختصة في ضمان استمرارية توفير العلاج الأساسي. من خلال الاستجابة السريعة والفعالة، يمكن حماية المرضى ومنع حدوث مضاعفات خطيرة، والحد من انتشار مرض السل في المجتمع. تعبئة جميع الفاعلين في المجال الصحي أمر ضروري لتجاوز هذه الأزمة وضمان مستقبل صحي أفضل للجميع.

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 10 يونيو 2024

              




مدار اليوم
12:00

نوال المتوكل تنتخب نائبة لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية

نوال المتوكل تنتخب نائبة لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية
في اليوم الثاني من الدورة 142 لاجتماع اللجنة الأولمبية الدولية في باريس، تم انتخاب البطلة الأولمبية المغربية السابقة نوال المتوكل نائبة لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية، إلى جانب الأرجنتيني جيراردو فيرثين. ستبدأ ولايتهما في 10 أغسطس، خلفًا لجون كوتس وسير ميانغ إنغ. تهانينا لنوال المتوكل على هذا الإنجاز الكبير الذي يعكس تميز الرياضة المغربية على الساحة الدولية!
11:57

ميمي الأبيض تحتفل بظهور كجوهراتها في "EMILY IN PARIS"

ميمي الأبيض تحتفل بظهور كجوهراتها في "EMILY IN PARIS"
أعربت ميمي الأبيض عن فرحتها الكبيرة بارتداء بطلات سلسلة "إيميلي في باريس" لمجوهراتها الخاصة بعلامتها التجارية المغربية. وشاركت ميمي مقطعاً تشويقياً للموسم الجديد من المسلسل عبر حسابها على إنستغرام، معلقة: "جد متشوقة لكشف جزء من العرض التشويقي من “إيميلي في باريس” الذي نشرته نتفليكس في موسمه الرابع، حيث يمكنكم رؤية بطلات المسلسل يرتدي مجوهرات من تصميمي". تهانينا لميمي على هذا الإنجاز الرائع الذي يبرز الثقافة والإبداع المغربيين على الساحة العالمية!
11:55

إطلاق منصة "سيدا وسل" لتعزيز التوعية الصحية في المغرب

إطلاق منصة "سيدا وسل" لتعزيز التوعية الصحية في المغرب
تم إطلاق المنصة التفاعلية «سيدا وسل» (Sidawasoul.ma) يوم الأربعاء 24 يوليوز بالرباط، بهدف توفير فضاء آمن لتبادل المعلومات والنقاش حول مرضي السيدا والسل. المبادرة تأتي من الجمعية المغربية للتضامن والتنمية، بدعم من شركاء حكوميين وغير حكوميين، كجزء من برنامج «تسريع الاستجابة لمرض السيدا والسل في المغرب في أفق 2030».

تهدف المنصة إلى تحسين الوقاية والعلاج من هذين المرضين من خلال توفير معلومات علمية وطبية موثوقة، وتشجيع الحوار المجتمعي حول التحديات الصحية. تُعد هذه الخطوة جزءاً من جهود متكاملة لتعزيز النظام الصحي الوطني وتحسين جودة الحياة للأفراد المصابين.














القائمة الجانبية الثابتة عند اليمين





Buy cheap website traffic