آخر الأخبار

الذكاء ليس رابطًا سريعًا… فأين المغرب من تصنيف الـQI؟


من جديد، تتصدر الصين واليابان وكوريا ترتيبًا عالميًا مثيرًا للجدل حول "معدل الذكاء العالمي"، بناءً على اختبار QI... عبر الإنترنت! وفي خضم التصفيق لآسيا الشرقية، يغيب المغرب كليًا عن القائمة. غياب قد يبدو محرجًا، لكن ربما هو نعمة متخفية في زمن أصبح فيه الذكاء مرهونًا بسرعة الضغط على الشاشة.



الاختبار المستخدم؟ مصفوفات "رافن"، المشهورة بكونها "محايدة ثقافيًا". لكن الحقيقة أن من يجيد ألعاب المنطق على الهاتف أو يمضي ساعاته في حل السودوكو، يحظى بالأفضلية. أما من يكافح من أجل جودة الاتصال بالأنترنت أو يلاحق إشارة الـWi-Fi الهاربة، فمكانه خارج التصنيف، لا لضعف في الذكاء، بل لأن البوابة الإلكترونية أُغلقت في وجهه منذ البداية.

وفيما يحتفل البعض بأرقام افتراضية، نغيب نحن، المغاربة، بصمت. لا مشاركة، لا تصنيف، لا جدل. ربما لأننا مشغولون بتدبير الذكاء اليومي الحقيقي: كيف نصلح جهاز التوجيه، أو نُرضي ضيفًا غير متوقع بثلاث مكونات فقط. ربما لأننا ندرك بالفطرة أن الذكاء ليس لعبة أرقام، بل فن العيش وسط التحديات.

الطريف أن هذه التصنيفات تُتناقل وكأنها وحي علمي، بينما تعتمد أحيانًا على عينات هزيلة: في السنغال، بُني المعدل الوطني على 281 مشاركًا فقط! تخيل أن نقيس حرارة البحر بميزان حرارة الأطفال… نفس المنطق العبثي.

وعلى الرغم من كل ذلك، ما زال "الذكاء" يُختزل في مؤشر رقمي واحد. ننسى أن العالم تغيّر منذ زمن "رافن". عالم اليوم يحتاج إلى ذكاء متعدد الأوجه: من يفهم مشاعر الناس، من يبدع في الطبخ، من ينظم حفل زفاف عبر الهاتف، أو من يحفظ التوازن في نقاش عائلي ملتهب.

في العالم العربي، لطالما عبّرت القصص الشعبية، والأهازيج، والحكم الجماعية عن ذكاء وجداني وجماعي لا تُقاس بالأرقام الغربية. ذكاء ناعم، مرن، لا يلمع في التصنيفات، لكنه يحافظ على النسيج الاجتماعي من التفتت.

فهل آن الأوان لنُعيد تعريف الذكاء؟ لنتجاوز عبادة الأرقام؟ لنعترف بأن العالم لا يحتاج فقط لمن يحل المعادلات بسرعة، بل لمن يزرع الثقة، يحسن الإصغاء، ويُمسك بخيوط الحياة اليومية ببراعة؟

كلمات مفتاحية للـSEO :
الذكاء, المغرب, QI, تصنيف عالمي, رافن, اختبارات إلكترونية, الذكاء العاطفي, الذكاء الجماعي, هوارد جاردنر, الذكاء.

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 5 ماي 2025

              

Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ















تحميل مجلة لويكاند






Buy cheap website traffic