صحتنا

أضرار كثرة البكاء على الصحة النفسية والجسدية


يُعَدُّ البكاء استجابة طبيعية للعواطف القوية، سواء أكان ناتجًا عن الحزن أم الفرح، وهو وسيلة للتعبير عن المشاعر والتخفيف من التوتر. ومع ذلك، فإن الإفراط في البكاء قد يترتب عليه آثار سلبية، سواء على المستوى الجسدي أو النفسي، مما يستدعي الانتباه إلى أسبابه وطرق التعامل معه بفعالية.



التأثيرات الجسدية لكثرة البكاء
إرهاق العينين وانتفاخ الجفون

يؤدي البكاء المطوّل إلى زيادة إفراز الدموع، مما يسبب تورم العينين واحمرارهما، وقد يؤدي إلى تهيجهما بسبب الأملاح الموجودة في الدموع، مما يسبب انزعاجًا مستمرًا.

الصداع والتوتر العضلي
يتسبب البكاء المفرط في توتر عضلات الوجه والرقبة، مما قد ينتج عنه صداع مستمر، كما أن الضغط المتكرر على الجيوب الأنفية بسبب الدموع يزيد من احتمالية الإصابة بالصداع المزمن أو النصفي.

اضطرابات النوم
يمكن أن يؤثر البكاء قبل النوم سلبًا على جودة النوم، إذ يؤدي إلى ارتفاع مستوى هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر)، مما يجعل الاسترخاء صعبًا ويؤدي إلى الأرق.

التأثير في صحة القلب وضغط الدم
يؤدي البكاء المتكرر إلى ارتفاع مؤقت في معدل ضربات القلب وضغط الدم، مما قد يشكل خطرًا على المصابين بأمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم المزمن، كما أن التوتر المصاحب له قد يزيد من احتمالية حدوث مشكلات في الأوعية الدموية.

التأثيرات النفسية لكثرة البكاء
زيادة مشاعر الاكتئاب والحزن

رغم أن البكاء قد يكون وسيلة لتفريغ المشاعر، إلا أن كثرة البكاء قد تؤدي إلى تعميق مشاعر الحزن واليأس، خاصة إذا كان الشخص يعاني من اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب أو القلق.

ضعف القدرة على التركيز
قد يجد الأشخاص الذين يبكون كثيرًا صعوبة في التركيز على المهام اليومية، سواء كانت دراسية أو مهنية، إذ تؤدي المشاعر السلبية المستمرة إلى تشتيت الانتباه والتأثير على الأداء الذهني.

العزلة الاجتماعية
يشعر البعض بالحرج من كثرة البكاء، مما قد يدفعهم إلى تجنب التواصل مع الآخرين، وبالتالي تزيد احتمالية الدخول في حالة من العزلة الاجتماعية التي قد تؤدي إلى تفاقم الاضطرابات النفسية.

تأثير سلبي على الثقة بالنفس
قد يرتبط البكاء المستمر بمشاعر الضعف وقلة الحيلة، مما يؤثر على ثقة الشخص بنفسه، خاصة مع النظرة المجتمعية السائدة التي تربط بين البكاء والضعف العاطفي.

طرق التعامل مع كثرة البكاء
التعرف على الأسباب العاطفية

من المهم محاولة فهم الأسباب الكامنة وراء البكاء المتكرر، فقد يكون نتيجة لضغوط نفسية غير محلولة أو صدمات عاطفية سابقة. يمكن التحدث مع شخص مقرب أو استشارة معالج نفسي للحصول على دعم مناسب.

ممارسة تقنيات الاسترخاء
يساعد التأمل، والتنفس العميق، وممارسة اليوغا أو الرياضة في تخفيف التوتر العاطفي وتقليل الحاجة إلى البكاء المستمر.

اتباع نمط حياة صحي
يؤثر نمط الحياة الصحي بشكل إيجابي على التوازن العاطفي، حيث يمكن أن يساعد تناول الطعام المتوازن، وممارسة التمارين الرياضية، والحصول على قسط كافٍ من النوم في تحسين الصحة النفسية.

طلب المساعدة النفسية عند الحاجة
إذا كان البكاء المفرط يؤثر على الحياة اليومية، فمن الأفضل استشارة مختص في الصحة النفسية للمساعدة في إيجاد طرق صحية للتعامل مع المشاعر والضغوط.

رغم أن البكاء يعد وسيلة طبيعية للتعبير عن المشاعر، فإن الإفراط فيه قد يؤدي إلى أضرار نفسية وجسدية. لذا، من الضروري البحث عن التوازن بين التعبير عن المشاعر والتحكم فيها، لضمان الحفاظ على الصحة العامة والرفاه النفسي.

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الثلاثاء 4 فبراير 2025

              















تحميل مجلة لويكاند







Buy cheap website traffic