وتركز الوكالة خلال هذا الحدث الدولي على إبراز المسار الذي قطعته لتطوير النظام الوطني لنقل الدم، إذ باتت الرقمنة جزءًا من بنيتها اليومية، سواء في تتبع سلسلة التبرع، أو في ضمان الشفافية، أو في تحسين العلاقة مع المتبرعين. ويأتي هذا التوجه، وفق ما ورد في بلاغ لها، كترجمة لرغبتها في مرافقة التحول الرقمي الشامل للقطاع الصحي، والانفتاح على حلول تكنولوجية مبتكرة قادرة على دعم القرارات ورفع جودة الخدمة.
وتعرض الوكالة ضمن مشاركتها ملامح هذا التحول، مركزة على إدماج أدوات رقمية جديدة في عملية نقل الدم، بدءاً من تسجيل المتبرعين وتتبع مسار التبرع، وصولاً إلى التحكم في البيانات والرفع من مستوى مراقبة الجودة. ويظهر من خلال هذا التوجه أن الوكالة تقترب أكثر من المعايير الدولية المعمول بها في هذا المجال، مستفيدة من التجارب الرائدة لبناء نموذج مغربي متطور ومتناسق.
وتوضح المعطيات الرسمية أن الوكالة تراهن على التكنولوجيا الحديثة لضمان سلامة المنتجات الدموية من بداية عمليات الجمع إلى لحظة توزيعها على المؤسسات الصحية. فالتقنيات الرقمية لم تعد خياراً تطويرياً فحسب، بل أضحت ضرورة لضمان جودة الدم المتداول وتحسين تجربة المتبرعين، عبر توفير مسارات أكثر سلاسة ووضوحاً، وتنظيم أفضل لعمليات التتبع والمراقبة.
وفي إطار هذا التوجه، تنظم الوكالة المغربية للدم يوم 27 نونبر جلسة نقاشية تحمل عنوان “الوكالة المغربية للدم ومشتقاته: ضمان سلامة الدم وتيسير الوصول إليه للجميع”. وتشكل هذه الجلسة مساحة لعرض منظور الوكالة حول مسؤولياتها الأساسية داخل النظام الوطني لنقل الدم، حيث تغطي دورها من جمع الدم، وتأهيله، وتحليل جودته، إلى توزيعه بشكل آمن على مختلف المراكز الصحية بالمملكة.
كما توفر هذه الجلسة منصة لعرض المبادرات الجديدة التي اعتمدتها الوكالة لتعزيز تتبع المنتجات الدموية، وتجويد العمليات التقنية، وتقوية ضمانات السلامة. وتُعد هذه المبادرات مؤشراً على رغبة الوكالة في ضمان عدالة الوصول إلى الدم لجميع المواطنين، دون أي تمييز جغرافي أو اجتماعي.
وتأتي مشاركة الوكالة في هذا المنتدى في لحظة يزداد فيها الاهتمام العالمي بتقاطع الرقمنة مع الصحة، وهو ما يمنح المؤسسة المغربية فرصة لمواكبة أحدث التجارب الدولية، واستلهام الممارسات التي أثبتت جدواها في تطوير الخدمات وتحسين الأداء. فسلامة الدم، باعتبارها أولوية قصوى، تتطلب تحديثاً مستمراً للآليات واعتماداً متواصلاً للذكاء الاصطناعي وحلول البيانات الضخمة.
الرئيسية





















































