وكالة المغرب العربي للأنباء تتسلم رئاسة رابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط

وشكل هذا الانتقال محطة رمزية في مسار الرابطة التي تأسست بهدف تعزيز التعاون الإعلامي بين الدول المشاطئة لحوض البحر الأبيض المتوسط، والتقريب بين مجتمعاتها من خلال تبادل الخبرات والمضامين الإخبارية وتعزيز الحوار الثقافي والسياسي والاقتصادي في المنطقة.
 

وفي كلمته بهذه المناسبة، شدد فؤاد عارف على أن الرابطة كانت دومًا فضاءً جامعًا يعكس القيم المشتركة لدول المنطقة، حيث لا تقتصر روابطها على الجغرافيا فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى الالتزام الجماعي بالحوار، وبناء التفاهم، والسعي المشترك نحو التقدم.

وأكد أن رئاسة الوكالة المغربية للرابطة ستكون مناسبة لترسيخ هذه القيم وتوسيع قاعدة التعاون بين الأعضاء، مبرزًا أن المرحلة المقبلة ستشهد إطلاق مبادرات مشتركة تهدف إلى مواجهة التحديات المتزايدة التي تعرفها الساحة الإعلامية، لا سيما ما يتعلق بالتضليل الإخباري والتحولات التكنولوجية المتسارعة.
 

وأعرب عارف عن تطلعه إلى بناء رابطة قوية ومرنة، تتفاعل بذكاء مع التغيرات الدولية، وتمتلك القدرة على التأثير في الساحة الإقليمية والدولية، داعيًا إلى العمل المشترك من أجل تطوير أدوات الإعلام العمومي وتعزيز مصداقيته، وتكثيف التكوين والتبادل المهني بين الصحفيين من مختلف الدول الأعضاء.
 

وفي لحظة وُصفت بالرمزية، رحب عارف بعودة ثلاث وكالات عربية إلى صفوف الرابطة، ويتعلق الأمر بوكالات أنباء موريتانيا وليبيا وسوريا، معتبراً أن هذا الانضمام يعكس روح الانفتاح والوحدة التي تميز الرابطة، ويُعيد التأكيد على الرغبة المشتركة في توسيع التعاون الإعلامي الإقليمي بما يخدم مصالح شعوب المنطقة.
 

كما تميزت الدورة الثالثة والثلاثون بانتخاب برانكا-غابرييلا فويفوديتش، المديرة العامة لوكالة أنباء كرواتيا (هينا)، أمينة عامة جديدة للرابطة، خلفًا للأمين العام السابق الذي استكمل ولايته، مما يمثل خطوة أخرى في مسار التجديد المؤسساتي الذي تعرفه الرابطة.
 

هذا، وقد صادق المشاركون في ختام أشغالهم على قرار عقد الدورة الرابعة والثلاثين للجمعية العامة سنة 2026 في البوسنة والهرسك، ما يعكس روح التداول والتنوع التي تسعى الرابطة إلى تكريسها في تسييرها الداخلي.
 

تعكس رئاسة المغرب لهذه المنظمة الإقليمية الهامة مكانته المتنامية في الساحة الإعلامية المتوسطية والدولية، كما تؤكد الدور المركزي الذي أصبحت تضطلع به وكالة المغرب العربي للأنباء في قيادة المبادرات الإعلامية العابرة للحدود، وتقديم نموذج للتعاون جنوب-جنوب في مجال الصحافة والإعلام