كتاب الرأي

وضع الصوت في ChatGPT... هكذا غيّر حياتي اليومية


منذ أن أُتيحت خاصية الوضع الصوتي المتقدم في تطبيق ChatGPT، بدأت ألاحظ تغييراً حقيقياً في أسلوبي اليومي في التعامل مع التكنولوجيا. لم يعد الأمر مجرّد وسيلة للإجابة على الأسئلة، بل أصبح أشبه بحوار حيّ مع مساعد ذكي يفهمني ويتفاعل معي بصوت بشري دافئ.



عدنان بن شقرون

كل صباح، وبينما أُعدّ قهوتي، أبدأ يومي بسؤال بسيط: "ما الجديد في الأخبار اليوم؟" فيأتيني الجواب صوتاً، مختصراً وشاملاً، ومراعياً لما يهمّني فعلاً. بهذه الطريقة، أوفّر وقتي وأتجنّب التشتّت بين صفحات الأخبار والتطبيقات المختلفة.

وخلال تنقّلاتي، سواءً في السيارة أو أثناء المشي، أستفيد من هذه الميزة لأطرح أسئلتي بصوتي مباشرة. قد أسأل عن قاعدة لغوية، أو أطلب تلخيصاً لكتاب، أو حتى أستفسر عن جملة بلغة أجنبية. الردّ يأتي فوراً، دون الحاجة إلى النظر في الهاتف أو التوقّف. هو حوار فعّال يجري بانسيابية.

لكن الاستخدام الذي أفضّله أكثر من غيره هو الجانب الإبداعي. حين تخطر لي فكرة لقصّة أو لمقال، أبدأ بسردها صوتياً، فيتفاعل ChatGPT معي، يقترح، يطوّر، ويناقش. أشعر وكأنني لا أكتب وحدي، بل أناقش أفكاري مع شريك مبدع لا يملّ ولا يتعب.

أما في المجال المهني، فقد أصبحت هذه الخاصية أداة أساسية. أستخدمها في صياغة الرسائل، وفي مراجعة النصوص، وأحياناً للتدرّب على تقديم العروض. أستمع إلى ملاحظات فورية تُحسّن من لغتي ومن طريقة التعبير. هو كمدرّب خاص، موجود دائماً، لا يكلّ ولا يشتكي.

حتى في أوقات الاستراحة، أجد في هذا الوضع الصوتي متعة وفائدة. أطلب منه طرفة، أو معلومة غريبة، أو لعبة للأطفال، أو وصفة طعام. الردّ دائماً فيه بساطة وتفاعل، يشعرني بأن التقنية تقترب من طبيعتي البشرية.

صحيح أن هناك بعض الهفوات أحياناً، أو إجابات عامة لا ترضيني بالكامل، ولكن هذا لا يقلّل من أهمية هذه القفزة في الذكاء الاصطناعي. فالأهم هو المسار الذي نسير فيه: تكنولوجيا تنصت، وتتكلّم، وتتفاعل.

باختصار، الوضع الصوتي في ChatGPT ليس مجرّد خاصية، بل تجربة حيّة تعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والآلة. تجربة تجعل التقنية أكثر إنسانية، وأكثر قرباً منّا في تفاصيل حياتنا اليومية.




الاربعاء 26 مارس 2025

              

تعليمات خاصة بركن «الرأي الحر / ضيوف المنبر / نبض القلم / بلاغات صحفية »
 
الغاية
هذا الركن مفتوح أمام المتصفحين وضيوف الجريدة للتعبير عن آرائهم في المواضيع التي يختارونها، شرط أن تظل الكتابات منسجمة مع الخط التحريري وميثاق النشر الخاص بـ L’ODJ.

المتابعة والتحرير
جميع المواد تمر عبر فريق التحرير في موقع lodj.ma، الذي يتكفل بمتابعة المقالات وضمان انسجامها مع الميثاق قبل نشرها.

المسؤولية
صاحب المقال هو المسؤول الوحيد عن مضمون ما يكتبه. هيئة التحرير لا تتحمل أي تبعات قانونية أو معنوية مرتبطة بما ينشر في هذا الركن.

الممنوعات
لن يتم نشر أي محتوى يتضمن سبّاً أو قدحاً أو تهديداً أو ألفاظاً خادشة للحياء، أو ما يمكن أن يشكل خرقاً للقوانين المعمول بها.
كما يُرفض أي خطاب يحمل تمييزاً عنصرياً أو تحقيراً على أساس الجنس أو الدين أو الأصل أو الميول.

الأمانة الفكرية
السرقات الأدبية أو النقل دون إشارة للمصدر مرفوضة بشكل قاطع، وأي نص يتبين أنه منسوخ سيتم استبعاده.


















Buy cheap website traffic