أخبار بلا حدود

وزير الدفاع الإسرائيلي يرفع نبرة التهديد : لا دخول للمتظاهرين من رفح ومصر مطالبة بالتدخل


في سياق مشحون إقليمياً و في ظل تزايد الضغوط الإنسانية في غزة، أمر وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، الجيش بمنع دخول ما وصفهم بـ"المتظاهرين الجهاديين" إلى قطاع غزة عبر مصر، في إشارة واضحة إلى "قافلة الصمود" المغاربية، التي انطلقت بهدف كسر الحصار المفروض على القطاع منذ نحو 20 شهراً. هذه التعليمات تكشف عن مخاوف إسرائيلية من احتمال استغلال هذا الحراك التضامني لخلق حالة ضغط على الحدود، أو حتى كغطاء لتحركات سياسية أو أمنية غير مرغوبة



كاتس، في تصريحاته، لم يكتف بتحميل القافلة مسؤولية محتملة عن "استفزازات" قد تمس سلامة جنود الجيش الإسرائيلي، بل وجه رسائل مباشرة إلى الجانب المصري، داعياً إياه إلى "منع المتظاهرين من الوصول إلى الحدود المصرية-الإسرائيلية" والتصدي لمحاولات دخول غزة. هذا النوع من التصريحات يحمل في طياته ضغطاً سياسياً على القاهرة، ويضعها أمام اختبار مزدوج: بين الحفاظ على أمن حدودها والتزاماتها الدولية من جهة، والاستجابة للمطالب الشعبية العربية بدعم غزة من جهة ثانية.
 

القافلة، التي انطلقت من تونس، وتمر حالياً عبر الأراضي الليبية باتجاه معبر السلوم المصري، تمثل أول تحرك مغاربي منظم بهذا الحجم منذ بداية الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع. يشارك فيها حوالي 1500 متضامن من جنسيات مغاربية مختلفة، موزعين على قرابة 20 حافلة و350 سيارة، ويتوقع وصولهم إلى معبر رفح في 15 يونيو 2025. غير أن الرحلة محفوفة بالعقبات السياسية والأمنية، خاصة بعد أن تزايدت مؤشرات التوجس المصري، وظهرت إجراءات متشددة تجاه بعض المشاركين، كما حدث مع النشطاء المغاربة والجزائريين الذين تم توقيفهم في مطار القاهرة.
 

وتعكس تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي محاولة استباقية لفرض واقع أمني على الأرض، يقوم على تقويض أية تحركات مدنية تضامنية يمكن أن تضع إسرائيل في مواجهة مباشرة مع الرأي العام العربي أو تعري موقفها من الحصار. كما تسعى إسرائيل، من خلال هذا الخطاب، إلى إحراج مصر دبلوماسياً ودفعها إلى لعب دور "الحاجز الأمني"، في وقت لم يصدر فيه عن السلطات المصرية موقف واضح تجاه القافلة، لا بالموافقة ولا بالرفض.
 

في هذا السياق، تبدو القاهرة عالقة بين معادلتين معقدتين: الأولى ترتبط باعتبارها الجهة السيادية الوحيدة القادرة على ضبط أو تسهيل مرور القوافل إلى غزة عبر معبر رفح، والثانية تخص حساسيتها إزاء الحركات الإسلامية والتنظيمات المدنية القادمة من دول المغرب العربي، والتي قد ترى فيها امتداداً لنفوذ إيديولوجي لا ترغب في تنشيطه داخل أراضيها.
 

أما من جهة المشاركين في القافلة، فثمة وعي بأن الرحلة ليست فقط إنسانية بل سياسية بامتياز، لأنها تختبر موقف الدول المضيفة، وتكشف حجم التضامن الحقيقي مقابل الحسابات الجيوسياسية. وبالتالي، فإن أية محاولة لمنع القافلة أو احتجاز عناصرها ستتحول سريعاً إلى قضية رأي عام إقليمي، تضع كلاً من مصر وإسرائيل تحت ضغط إعلامي وشعبي متزايد، خاصة في ظل تعاظم المشاهد الدامية القادمة من القطاع.


وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، قافلة الصمود، غزة، معبر رفح، المتظاهرون الجهاديون، الجيش الإسرائيلي


Aicha Bouskine
عائشة بوسكين صحافية خريجة المعهد العالي للإعلام والاتصال، باحثة في العلوم السياسية وصانعة محتوى في إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الخميس 12 يونيو 2025

              

مختصرات آخر الأخبار | أخبار بلا حدود


Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ
















تحميل مجلة لويكاند







Buy cheap website traffic