ترأس حفل الافتتاح الرسمي لهذه الدورة رضوان عراش، الكاتب العام لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بحضور عامل إقليم ميدلت ورئيس مجلس جهة درعة-تافيلالت، إلى جانب مهنيين ومنتخبين وعدد كبير من الفاعلين في سلسلة التفاح، في خطوة تهدف إلى تعزيز الحوار وتبادل الخبرات بين مختلف الأطراف المعنية بالقطاع.
وينظم هذا الملتقى من قبل جمعية الملتقى الوطني للتفاح بميدلت وبالتنسيق مع عمالة الإقليم، تحت إشراف وزارة الفلاحة، ليشكل منصة وطنية لتثمين منتوج التفاح، والتعريف بأهميته الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وتبادل الخبرات حول أحدث الممارسات الزراعية المستدامة، إضافة إلى دعم التعاون بين الفلاحين والمؤسسات البحثية والتقنية.
وتعتبر زراعة التفاح قطاعاً استراتيجياً في المغرب، حيث تمتد على مساحة تصل إلى حوالي 48 ألف هكتار، مع إنتاج سنوي متوسط يبلغ 885 ألف طن. وتحتل جهة درعة-تافيلالت مكانة متميزة، إذ تمثل 41٪ من المساحات الوطنية وتوفر حوالي 35٪ من الإنتاج الوطني، مما يجعلها رافعة أساسية للأمن الغذائي، وخلق فرص الشغل، وتثمين المناطق الجبلية.
ومنذ سنة 2008، تحظى هذه السلسلة الزراعية بمواكبة الدولة المتواصلة، التي تعززت اليوم ضمن الاستراتيجية الوطنية “الجيل الأخضر 2020-2030”، التي تركز على الاستدامة، والتنافسية، وتطوير الرأسمال البشري. وتشمل هذه الجهود دعم عمليات الغرس، واقتناء المعدات الفلاحية الحديثة، وتحديث وحدات التلفيف، والحماية من المخاطر المناخية عبر شبكات مضادة للبرد وأنظمة مضادة للصقيع، إلى جانب تطوير تقنيات السقي المقتصد في الماء واعتماد أصناف جديدة أكثر إنتاجية.
ويقام المعرض على مساحة 5500 متر مربع، بمشاركة نحو 175 عارضا، ويتوقع أن يستقطب أكثر من 90 ألف زائر. ويضم المعرض عدة أقطاب موضوعاتية مخصصة للمؤسسات والتعاونيات والفاعلين في مجالات المستلزمات الفلاحية والميكنة الزراعية، إضافة إلى برنامج علمي مكثف يضم ندوات وورشات يؤطرها باحثون وخبراء مغاربة وأجانب حول تثمين منتوج التفاح والتدبير المستدام للموارد الطبيعية ورقمنة الممارسات الفلاحية.
ويختتم البرنامج بتوزيع جوائز على أفضل منتجي التفاح ووحدات التثمين، إضافة إلى أنشطة فنية وثقافية تشمل عروض التبوريدة، ومسابقات، ومعارض، وكرنفال التفاح، احتفاءً بالتراث المحلي وإبراز المهارات التقليدية التي تزخر بها المنطقة، مع خلق تجربة متكاملة تجمع بين الإنتاج الزراعي والثقافة والتراث المحلي