ويقدّم المركز فضاءً مهيكلاً أُعدّ بعناية ليستجيب لخصوصيات الفئة المستهدَفة، حيث تتوزع برامج التكوين بين مهن عملية قريبة من حاجيات سوق الشغل، مثل الحلاقة، والفصالة والخياطة، والمساعدة في الطبخ. وتراهن هذه البرامج على منح مسارات واضحة للشباب، تجمع بين المهارات اليدوية والإبداعية والقدرة على الاندماج في مقاولات صغرى ومتوسطة.
وتقوم فلسفة التكوين بالمركز على مبدأ التدرّج، إذ تمتد البرامج لمدة سنة كاملة، تتوج بمرحلة ميدانية داخل مقاولة لمدة شهر، وهي تجربة ضرورية تمنح المستفيدين احتكاكاً مباشراً ببيئة العمل، وتساعدهم على اكتساب المهارات المهنية والعملية، خصوصاً في مهن تتطلب حضوراً يومياً ومهارات شخصية عالية.
ويحظى المكوّنون بدورهم ببرامج تأهيل مستمرة، حيث يتم تنظيم دورات تكوينية خاصة باللغات وأساليب التواصل الخاصة بالصم وضعاف السمع، وهو عنصر أساسي لضمان انسيابية التواصل بين المؤطرين والمتدربين، وتجويد عملية التكوين. ويهدف هذا التوجه إلى خلق بيئة تعليمية دامجة بتواصل واضح وبيداغوجيا متخصصة، تضع المتكون في صلب العملية.
ويراهن مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل على مبدأ القرب وجودة التأطير، إذ يتم اعتماد مجموعات صغيرة لا يتجاوز عدد أفرادها ثمانية متكونين، ما يسمح بمتابعة دقيقة وتواصل مباشر، ويزيد من فرص التطور الفردي لكل مستفيد. وتُعد هذه المقاربة أساساً لتحقيق نتائج ملموسة في تعلّم مهارات جديدة ودعم الثقة بالنفس، بما يفتح المجال أمام اندماج حقيقي داخل المجتمع وسوق الشغل.
وباعتباره ثالث أكبر هيكلة محدثة ضمن النموذج المندمج المعتمد من طرف مؤسسة للا أسماء، بعد مركزي الرباط وطنجة، يكتسي مركز مكناس أهمية جهوية واضحة، إذ يستقبل أطفالاً وشباباً قادمين من مدن ومناطق قريبة مثل فاس وإفران وخنيفرة والحاجب وأزرو. بهذا التوسع الجغرافي، يتحول المركز إلى قطب جهوي يوفر خدمات تكوينية متقدمة لفائدة فئة واسعة حرمت لسنوات من فرص الولوج إلى مسارات مهنية تتلاءم مع احتياجاتها.
ويشكل افتتاح هذا المركز خطوة جديدة في مسار ترسيخ مبدأ تكافؤ الفرص، وإتاحة التكوين المهني أمام فئات مجتمعية تحتاج إلى دعم خاص، على أساس رؤية شمولية تجعل من الإدماج المهني أداة للتمكين الاجتماعي وبوابة نحو حياة كريمة ومستقلة
الرئيسية





















































