وتركز الحملة على التحكم في عوامل الاختطار المرتبطة بالمرض، ومنها ارتفاع ضغط الدم، والتدخين، ومرض السكري، وارتفاع مستوى الكوليسترول. وتشمل الحملة مجموعة من الإجراءات التنفيذية، منها الكشف المبكر عن هذه العوامل في مؤسسات الرعاية الصحية الأولية، بالإضافة إلى تنظيم أنشطة تحسيسية وتواصلية مكثفة حول العلامات التحذيرية المبكرة للسكتة الدماغية وأهمية التدخل السريع.
وتعد السكتة الدماغية أحد التحديات الصحية الكبرى على المستويين العالمي والمحلي، حيث تشير تقديرات معهد القياسات الصحية والتقييم إلى أن 52,561 شخصاً بالمغرب أصيبوا بالسكتة الدماغية خلال عام 2021، نتج عنها 36,508 حالة وفاة. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن نحو 4,000 حالة من السكتات الدماغية الإقفارية تعزى مباشرة إلى التدخين، بتكلفة علاجية فردية تقدر بـ 3,688 دولار أمريكي سنوياً.
رغم هذه الأرقام المقلقة، تؤكد الوزارة على أن ما يصل إلى 90% من حالات السكتة الدماغية يمكن الوقاية منها من خلال تبني أنماط حياة صحية، ومتابعة دقيقة لعوامل الاختطار، والتكفل الملائم بالحالات المصابة بارتفاع ضغط الدم، والسكري، وارتفاع الكوليسترول.
ويأتي الاحتفال باليوم العالمي للسكتة الدماغية هذا العام في أعقاب الاجتماع الرابع رفيع المستوى للأمم المتحدة حول الأمراض غير السارية، الذي عقد في 25 سبتمبر 2025، والذي جدد التأكيد على الالتزام العالمي بمكافحة أمراض القلب والشرايين، بما فيها السكتة الدماغية. وتؤكد الوزارة أن الحملة الوطنية المغربية تأتي انسجاماً مع هذا الالتزام الدولي، سعياً للحد من الخسائر البشرية وتعزيز صحة المواطنين من خلال التحسيس، والوقاية، والتدخل المبكر.
كما تدعو وزارة الصحة المواطنين إلى الاهتمام بأعراض التحذير المبكرة مثل ضعف أحد الأطراف، صعوبة الكلام، فقدان التوازن، أو صداع شديد مفاجئ، والتوجه فوراً إلى أقرب مركز صحي، لأن سرعة الاستجابة يمكن أن تنقذ حياة المصاب وتحد من المضاعفات العصبية.
تجدر الإشارة إلى أن الحملة الوطنية لهذا العام تسعى أيضاً إلى إشراك المجتمع المدني ووسائل الإعلام في نشر المعلومات العلمية الدقيقة، بهدف تمكين المواطنين من اتخاذ القرارات الصحية الصائبة والحد من عوامل الاختطار السكتوي على المدى الطويل، وتأكيد أن كل دقيقة في التعرف على الأعراض المبكرة والسعي للعلاج تحمل أهمية بالغة في إنقاذ الأرواح
الرئيسية





















































