وأعلنت الرئاسة المصرية، في بيان رسمي، أن القمة التي تحمل اسم "قمة شرم الشيخ للسلام" تنعقد اليوم الاثنين برئاسة مشتركة بين الرئيسين المصري والأميركي، في إطار رؤية واشنطن لإنهاء النزاعات في الشرق الأوسط وتعزيز السلام العالمي. وتأتي هذه القمة بعد أسابيع من جهود دبلوماسية مكثفة قادتها مصر بالتعاون مع الولايات المتحدة وقطر والأمم المتحدة، بهدف تثبيت وقف إطلاق النار وإطلاق مسار سياسي شامل في غزة.
وتحمل القمة طابعاً استثنائياً، إذ يُنتظر أن تكون مناسبة لتوحيد المواقف الدولية حول مستقبل قطاع غزة بعد الحرب، في ظل غياب طرفي النزاع المباشرين، إسرائيل وحركة حماس، عن جدول المشاركين. وبحسب مصادر دبلوماسية، فقد تراجعت إسرائيل عن قرار المقاطعة بعد تلقي رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو اتصالاً من الرئيس السيسي دعاه فيه للمشاركة في القمة، في محاولة لإشراكها في التزامات ما بعد الهدنة.
ومن المنتظر أن يشارك في القمة وفد رسمي من السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، بعد ضغوط عربية مكثفة لضمان تمثيل الشرعية الفلسطينية في المحادثات، بما يمنح الاتفاق المقبل غطاءً سياسياً عربياً ودولياً. وترى دوائر دبلوماسية أن حضور أبو مازن يشكل مؤشراً على رغبة عربية في إعادة السلطة الفلسطينية إلى المشهد السياسي في غزة بعد سنوات من العزلة والانقسام الداخلي.
على الصعيد الأوروبي، سيحضر القمة عدد من كبار القادة يتقدمهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إلى جانب رؤساء حكومات إسبانيا وإيطاليا واليونان وقبرص والنرويج. ويُرتقب أن تؤكد هذه الوفود على دعم الاتحاد الأوروبي لأي اتفاق يضمن الاستقرار الدائم ويضع أسساً لحل الدولتين.
أما من العالم العربي، سيشارك أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وملك البحرين حمد بن عيسى، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إلى جانب نائب رئيس دولة الإمارات الشيخ منصور بن زايد، ورئيس الوزراء الكويتي أحمد الصباح، ووزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي. وتؤشر هذه المشاركة الواسعة إلى رغبة عربية واضحة في توحيد الصفوف ودعم أي مخرجات عملية يمكن أن تفضي إلى إنهاء النزاع وإعادة إعمار غزة ضمن رؤية شاملة للتنمية والاستقرار