أخبار بلا حدود

قصة نواه جونسون: من عضة حشرة إلى معركة مع الموت


لم يكن نواه جونسون، المراهق البالغ من العمر 16 عامًا من ولاية آيوا الأمريكية، يتوقع أن تتحول عضة حشرة بسيطة خلال عمله الصيفي إلى مأساة صحية كادت تودي بحياته. هذه الحادثة التي بدأت بشكل عادي تطورت إلى قصة مليئة بالألم، الصمود، والأمل.



بداية القصة: عضة حشرة عابرة
في يونيو الماضي، وأثناء عمله مع شقيقه في شركة لبناء الأسوار، شعر نواه بشيء يزحف على جسده، تلاه إحساس بلسعة مفاجئة في أسفل ظهره. عاد إلى المنزل وأخبر والدته عن الحادثة، لكنها لم تعر الأمر اهتمامًا كبيرًا في البداية. ومع مرور الأيام، بدأ الألم يزداد، وتحولت مكان العضة إلى تورم بحجم قطعة نقدية، وظهرت عليه علامتان سوداوان بدتا كأنهما أنياب.

التشخيص الأولي: عضة عنكبوت
توجهت العائلة إلى مركز رعاية عاجلة، حيث اشتبه الأطباء في أنها عضة عنكبوت. تم تقديم مضادات حيوية وإجراء تحاليل لاحتمال وجود عدوى بكتيرية من نوع MRSA المقاومة للأدوية. لكن الحالة لم تتحسن، بل ازدادت سوءًا بشكل مخيف، حيث بدأت تظهر إفرازات من مواضع أخرى في جسده، وبلغت الحمى درجة 103 فهرنهايت. رغم ذلك، تم تسريحه من المستشفى مع تعليمات بالانتظار 48 ساعة إضافية.

التدهور السريع: فشل كلوي كامل
بعد ثلاثة أيام، أصبح نواه عاجزًا عن المشي تمامًا، ما استدعى نقله إلى مركز طبي في "آيمز"، حيث خضع لجراحة عاجلة لإزالة الأنسجة المصابة. لكن الصدمة الكبرى جاءت في اليوم التالي، إذ أصيب بفشل كلوي كامل، ونُقل إلى وحدة العناية المركزة للأطفال، حيث مكث أكثر من أسبوعين في حالة حرجة.

الأسباب والصدمة: رد فعل تحسسي
تبين لاحقًا، من خلال خزعة، أن الفشل الكلوي ناتج عن تفاعل تحسسي حاد تجاه أحد أدوية الألم التي حصل عليها في بداية علاجه. وخلال وجوده في العناية المركزة، خسر نواه نحو 35 رطلًا من وزنه، وفقد القدرة على الكلام لفترات، ما جعله يبدو وكأنه في سباق مع الموت.

الأمل والتعافي: دعم الأسرة والأصدقاء
وسط هذه المحنة، لعبت والدته دورًا محوريًا في دعمه نفسيًا، حيث طلبت من الطاقم الطبي إخراجه إلى الهواء الطلق ليشعر بأشعة الشمس. وفي اليوم التالي، بدأت علاماته الحيوية تتحسن بشكل ملحوظ، وتمكن من التحدث مجددًا لأول مرة منذ فترة طويلة. كما لعب أصدقاؤه دورًا هامًا في دعمه النفسي، إذ لم يتوقفوا عن زيارته طوال فترة علاجه.

العودة إلى الحياة: طريق طويل للشفاء
بحلول منتصف يوليو، بدأت وظائف الكلى في التحسن، وتوقف عن غسيل الكلى، وتم نقله من العناية المركزة إلى جناح عادي. وفي 21 يوليو، سُمح لنواه بالعودة إلى منزله، مع تأكيد الأطباء أنه بحاجة إلى علاج طبيعي طويل الأمد ومتابعة طبية دقيقة.

 درس في الصمود
قصة نواه جونسون ليست مجرد حادثة صحية، بل هي درس في الصمود والأمل. رغم التحديات الصحية الكبيرة التي واجهها، استطاع التغلب على المحنة بفضل دعم أسرته وأصدقائه، إلى جانب الجهود الطبية المكثفة. ومع أن الطريق إلى الشفاء الكامل لا يزال طويلًا، إلا أن نواه وعائلته ممتنون لنعمة الحياة.

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الخميس 7 أغسطس 2025

              

مختصرات آخر الأخبار | أخبار بلا حدود


Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ
















تحميل مجلة لويكاند







Buy cheap website traffic