وفي خطاب النصر، حرص ممداني على تقديم رسائل سياسية عميقة، مؤكداً أن نيويورك قادرة على قيادة الولايات المتحدة نحو “لحظة تصحيح تاريخي”، ومعتبرا أن المدينة التي كانت ذات يوم منصة صعود ترامب ستكون اليوم بوابة لتجاوزه سياسيا وأخلاقيا. ووعد العمدة الجديد بأن تتحول نيويورك إلى “منارة أمل” في زمن يسوده الاحتقان السياسي، معتمداً على دعم التيار التقدمي داخل الحزب الديمقراطي وقاعدة شبابية متعطشة لتغيير قواعد اللعبة التقليدية.
ورغم محاولات ترامب التأثير في سير العملية الانتخابية، خاصة من خلال دعواته لليهود الأميركيين بعدم التصويت لصالح المرشح المسلم، فإن النتائج أكدت أن هذا النهج لم يعد يجد الصدى ذاته في مدينة لطالما شكلت مرجعية للتنوع والانفتاح، مما يعزز فكرة أن الناخبين يبحثون عن خطاب جامع لا عن استقطاب قومي أو ديني.
وبتوليه منصبه مطلع يناير المقبل، يقف ممداني أمام تحديات كبرى تتعلق بإدارة مدينة ذات ثقل اقتصادي وسياسي عالمي، وسط توقعات بأن يسعى إلى تطبيق سياسات اجتماعية جديدة والرهان على رؤية تقدمية تتسق مع تطلعات فئات واسعة من الناخبين، خصوصا الشباب والأقليات. لكن نجاحه في ذلك سيتوقف على قدرته في بناء توازنات سياسية معقدة والحفاظ على جبهة دعم قوية في مواجهة مؤسسة سياسية تقليدية ما تزال تراقب بحذر صعود رموز اليسار الديمقراطي
الرئيسية





















































