الرئيسية
وقد اندلعت النيران في هذه المنطقة الغابوية ليلة الثلاثاء – الأربعاء، في حدود الساعة الثامنة و23 دقيقة، لتستنفر مختلف الأجهزة المعنية التي سارعت إلى التدخل من أجل احتواء ألسنة اللهب ومنع انتشارها إلى مناطق أوسع.
وفي تصريح لقناة الأولى، أوضح المدير الإقليمي للمياه والغابات ومحاربة التصحر بإقليم تطوان، حليم أكعبون، أن ما تبقى من الحريق يقتصر حاليًا على بعض البؤر الصغيرة والمتفرقة، والتي من المنتظر إخمادها بشكل نهائي خلال اليوم، بفضل استمرار عمليات التبريد والمراقبة الميدانية.
وشارك في هذه العملية الضخمة حوالي 480 عنصراً من القوات المساعدة، والمياه والغابات، والوقاية المدنية، والسلطات المحلية، الذين عملوا بتنسيق محكم على مواجهة ألسنة اللهب. وقد واجهت هذه الفرق تحديات كبيرة، أبرزها التضاريس الوعرة التي تعيق الوصول السريع إلى بؤر الحريق، بالإضافة إلى رياح "الشرقي" القوية التي ساهمت في تسريع انتشار النيران داخل الغابة.
وأكد أكعبون أن الأولوية منذ اللحظات الأولى لاندلاع الحريق كانت ضمان سلامة الساكنة وحماية ممتلكاتهم، خاصة وأن ألسنة اللهب اقتربت بشكل خطير من بعض المنازل الواقعة في جماعة بنقريش، مما استدعى تعبئة مكثفة وتنسيقاً فورياً بين مختلف المتدخلين.
وأضاف أن الحريق لم يسفر، ولله الحمد، عن أي خسائر في الأرواح أو في الممتلكات المادية، وهو ما يعكس فعالية التدخل السريع وجهود التنسيق بين الفرق الميدانية. كما شدد على أن فرق الإطفاء ستواصل عملها إلى حين التأكد من إخماد جميع البؤر بشكل تام، وتفادي أي احتمال لاشتعال النيران من جديد، خاصة مع استمرار الرياح القوية في المنطقة.
ويُذكر أن هذه المنطقة الغابوية تُعد رئة طبيعية لإقليم تطوان، وتحتضن تنوعاً بيئياً مهماً، الأمر الذي يجعل من حمايتها أولوية قصوى أمام تكرار حرائق الغابات في فصل الصيف بفعل الظروف المناخية القاسية والأنشطة البشرية غير المسؤولة
