وأكد الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، محمد يسف، في كلمة ألقاها نيابة عنه الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى سعيد شبار، أن التعاون المنهجي بين العلماء المغاربة ونظرائهم الأفارقة، برعاية جلالة الملك محمد السادس، يشكل ركيزة أساسية لإنعاش النهضة الروحية بالقارة، وتعزيز إشعاع النموذج الديني المغربي المبني على الوسطية والاعتدال.
وأوضح يسف أن الرسالة الملكية الأخيرة أعطت دفعة قوية للعمل الديني المؤسساتي، بعدما دعت إلى جعل السنة بأكملها مناسبة للاحتفاء بالسيرة النبوية الشريفة وإبراز أخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام وشمائله، بما يعزز حضور القيم الروحية في المجتمع ويرسخ مسار الإصلاح والتطور داخل الأمة. وشدد على أن الدعوة الملكية لإشراك علماء إفريقيا في هذه الخطوة تعكس عمق الروابط الروحية والتاريخية التي تجمع المغرب ببلدان القارة، وتؤكد الإرادة الملكية في تقاسم هذا الإرث الديني المشترك.
وانسجامًا مع هذه التوجيهات، أوضح الأمين العام أن المجلس العلمي الأعلى برمج سلسلة واسعة من الأنشطة العلمية والتكوينية، من بينها ندوات وطنية لشرح محاور الرسالة الملكية، وإنتاج برامج إعلامية متخصصة، وتبنّي الرسالة الملكية ضمن برنامج سنوي معتمد على مستوى المجالس العلمية الجهوية والمحلية. كما يجري التحضير لندوة دولية كبرى حول السيرة النبوية في جوانبها العلمية والعملية، سيتم الإعلان عن تفاصيلها قريبًا.
وتوقف يسف أيضًا عند إصدار المجلس العلمي الأعلى، وبتوجيه ملكي سام، لفتوى شاملة حول الزكاة، بعد شهر كامل من الدراسة والنقاش داخل هيئة الإفتاء، مؤكداً أنّ هذه الفتوى أصبحت متاحة للعموم عبر الموقعين الرسميين للمجلس العلمي الأعلى ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
كما سلط الضوء على خطة “تسديد التبليغ” التي تم إطلاقها منذ سنتين، والتي تستعد الأمانة العامة لتنزيلها ميدانيًا بشراكة مع المجالس العلمية الجهوية والمحلية في مناطق تجريبية، ضمن محاور ذات أولوية تشمل الأسرة، التربية، الصحة، الأمن المجتمعي، والأمن العام، على أن تُوسَّع لاحقًا لتشمل باقي المناطق.
وخلال اليوم الأول من الدورة، قدم الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، محمد رفقي، التقرير الأدبي للمؤسسة لسنة 2024، إلى جانب ملخص حول الأنشطة المنجزة خلال سنة 2025، وبرنامج العمل المقترح لسنة 2026.
وتناقش هذه الدورة ثلاثة محاور رئيسية تشكل امتدادًا لعمل المؤسسة في تعزيز الحقل الديني والعلمي داخل القارة الإفريقية، وتشمل مراجعة وتحديث خطة “تسديد التبليغ” على مستوى الفروع، والإعداد الشامل للاحتفال بمرور خمسة عشر قرنًا على ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى تعزيز آليات تنزيل البرامج السنوية الدائمة للمؤسسة
الرئيسية





















































