أخبار بلا حدود

تونس في مواجهة تصعيد جديد: اعتداء على مقر الاتحاد العام التونسي للشغل


تعرض مقر الاتحاد العام التونسي للشغل، أكبر نقابة في تونس، يوم الخميس إلى محاولة اقتحام واعتداء من قبل مجموعة أعلنت ولاءها للرئيس قيس سعيد. هذه الحادثة تأتي في ظل تصاعد التوتر بين الاتحاد والنظام السياسي، مما يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين النقابات والسلطة في البلاد.



تفاصيل الحادثة
وفقًا لبيان صادر عن الاتحاد، تجمعت مجموعة غريبة عن العمل النقابي أمام مقر الاتحاد ببطحاء محمد علي، رافعة شعارات معادية للنقابة وأخرى تمس من كرامة النقابيين. واعتبرت النقابة أن هذه الجريمة هي نتيجة مباشرة لحملات التحريض والتجييش التي يقوم بها أنصار الرئيس قيس سعيد منذ مدة.

خلفيات التوتر
تأتي هذه الحادثة بعد إضراب النقل الذي دعا إليه الاتحاد الأسبوع الماضي، والذي تسبب في شل الحركة في العاصمة لمدة ثلاثة أيام. وقد انتشرت دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي من حسابات داعمة للرئيس، تحث على استهداف الاتحاد والمطالبة بحله، مما يعكس تصاعد التوتر بين النقابة والسلطة.

ردود فعل الاتحاد العام التونسي للشغل
الاتحاد أدان بشدة هذه المحاولة، محمّلًا السلطات مسؤولية ما حدث. واعتبر أن هذه الحادثة ليست مجرد عمل فردي، بل نتيجة لخطاب سياسي محرض يستهدف النقابة ودورها الاجتماعي. كما أكد الاتحاد تمسكه بمبادئه ودوره في الدفاع عن حقوق العمال، مشددًا على ضرورة حماية العمل النقابي من أي تدخلات سياسية.

انعكاسات الحادثة على المشهد السياسي
هذه الحادثة تسلط الضوء على التوتر المتزايد بين الاتحاد العام التونسي للشغل والرئيس قيس سعيد، الذي يسعى إلى تعزيز سلطته وسط انتقادات متزايدة بشأن سياساته الداخلية. النقابات، التي كانت دائمًا لاعبًا رئيسيًا في المشهد السياسي التونسي، تواجه اليوم تحديات كبيرة في ظل تصاعد الخطاب التحريضي ضدها.

دعوة للحوار والتفاهم
في ظل هذه الظروف، يحتاج المشهد السياسي التونسي إلى خطوات جادة نحو الحوار والتفاهم بين مختلف الأطراف. الاتحاد العام التونسي للشغل، الذي لعب دورًا تاريخيًا في دعم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، يجب أن يبقى بعيدًا عن التجاذبات السياسية، مع ضرورة احترام دوره النقابي من قبل السلطات.

تونس، التي تمر بمرحلة دقيقة من تاريخها السياسي، بحاجة إلى تعزيز الوحدة الوطنية واحترام المؤسسات النقابية التي تشكل جزءًا أساسيًا من نسيجها الاجتماعي. الاعتداء على مقر الاتحاد العام التونسي للشغل يمثل تحديًا جديدًا يتطلب معالجة حكيمة لحماية الديمقراطية والعمل النقابي في البلاد.

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الجمعة 8 أغسطس 2025

              

مختصرات آخر الأخبار | أخبار بلا حدود


Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ
















تحميل مجلة لويكاند







Buy cheap website traffic