لم يكن الحادث، بحسب تعليقات الغاضبين، مجرد واقعة مرور عابرة، بل لحظة صادمة كشفت عن عمق الإهمال الذي يعاني منه قطاع حيوي وحساس. واعتبر كثيرون أن الحافلات التي يفترض أن تؤمّن تنقّلات المواطنين، تحوّلت إلى "توابيت على عجلات"، تسير في شوارع الجزائر بلا شروط أمان، ولا حدّ أدنى من السلامة التقنية.
ويُعيد هذا الحادث المأساوي فتح ملف الحافلات المهترئة، التي أصبحت تشكّل مصدر خطر دائم، إذ تعود صناعة بعضها إلى عقود مضت من القرن الماضي، ولا تزال تجوب الطرقات رغم تقادمها وافتقارها لأدنى معايير الجودة والسلامة. قطع الغيار بالية، أنظمة الفرامل متهالكة، والنوافذ غالباً ما تكون غير قابلة للفتح، والمقاعد مهترئة، في مشهد يختزل أزمة النقل الحضري في الجزائر.
"كل مرة أركب فيها هذه الحافلات، أشعر وكأنني أغامر بحياتي"، هكذا علّق أحد النشطاء في تدوينة لقيت تفاعلاً واسعاً، مضيفًا: "الازدحام خانق، والأعطال متكررة، والسائقون في كثير من الأحيان لا يحترمون قوانين السير، كل هذا في غياب مراقبة حقيقية من الدولة."
وفي منشور آخر، قال ناشط جزائري: "شوارع المدن الجزائرية أصبحت مسرحاً لمغامرات ‘التوابيت المتحركة’، التي لا تعرف سوى لغة السرعة والمناورة، ولا تتوقف إلا بعد وقوع الكارثة. إلى متى سننتظر تدخلاً يُنقذ الأرواح ويعيد الاعتبار للنقل العمومي؟"
ويشير المراقبون إلى أن قطاع النقل في الجزائر يعاني من غياب الصيانة، وتهالك الأسطول، وضعف الرقابة على المشغلين، ما يساهم في تكرار مثل هذه المآسي. كما أن غياب استراتيجية وطنية لتجديد الحافلات وتحديث البنية التحتية يترك المواطن في مواجهة يومية مع الخطر.
هذا الحادث المؤلم، الذي راح ضحيته 18 شخصًا، يجب ألا يمر مرور الكرام، بحسب ما يردّده الشارع الجزائري اليوم. فالحافلات المهترئة ليست فقط رمزا لفشل السياسات العمومية، بل أصبحت رمزاً حيًّا للإهمال الرسمي والاستهتار بأرواح الناس.
المطلوب اليوم، كما يرى النشطاء، تحقيق شامل، ومحاسبة فعلية، وإصلاح جذري لهذا القطاع الحساس، حتى لا تتحوّل حوادث الطرقات إلى أرقام تُضاف إلى الإحصائيات السنوية، بلا وجع أو مسؤولية.
ويُعيد هذا الحادث المأساوي فتح ملف الحافلات المهترئة، التي أصبحت تشكّل مصدر خطر دائم، إذ تعود صناعة بعضها إلى عقود مضت من القرن الماضي، ولا تزال تجوب الطرقات رغم تقادمها وافتقارها لأدنى معايير الجودة والسلامة. قطع الغيار بالية، أنظمة الفرامل متهالكة، والنوافذ غالباً ما تكون غير قابلة للفتح، والمقاعد مهترئة، في مشهد يختزل أزمة النقل الحضري في الجزائر.
"كل مرة أركب فيها هذه الحافلات، أشعر وكأنني أغامر بحياتي"، هكذا علّق أحد النشطاء في تدوينة لقيت تفاعلاً واسعاً، مضيفًا: "الازدحام خانق، والأعطال متكررة، والسائقون في كثير من الأحيان لا يحترمون قوانين السير، كل هذا في غياب مراقبة حقيقية من الدولة."
وفي منشور آخر، قال ناشط جزائري: "شوارع المدن الجزائرية أصبحت مسرحاً لمغامرات ‘التوابيت المتحركة’، التي لا تعرف سوى لغة السرعة والمناورة، ولا تتوقف إلا بعد وقوع الكارثة. إلى متى سننتظر تدخلاً يُنقذ الأرواح ويعيد الاعتبار للنقل العمومي؟"
ويشير المراقبون إلى أن قطاع النقل في الجزائر يعاني من غياب الصيانة، وتهالك الأسطول، وضعف الرقابة على المشغلين، ما يساهم في تكرار مثل هذه المآسي. كما أن غياب استراتيجية وطنية لتجديد الحافلات وتحديث البنية التحتية يترك المواطن في مواجهة يومية مع الخطر.
هذا الحادث المؤلم، الذي راح ضحيته 18 شخصًا، يجب ألا يمر مرور الكرام، بحسب ما يردّده الشارع الجزائري اليوم. فالحافلات المهترئة ليست فقط رمزا لفشل السياسات العمومية، بل أصبحت رمزاً حيًّا للإهمال الرسمي والاستهتار بأرواح الناس.
المطلوب اليوم، كما يرى النشطاء، تحقيق شامل، ومحاسبة فعلية، وإصلاح جذري لهذا القطاع الحساس، حتى لا تتحوّل حوادث الطرقات إلى أرقام تُضاف إلى الإحصائيات السنوية، بلا وجع أو مسؤولية.