وأوضح الرئيس الأمريكي أنه سيناقش التطورات في غزة مع رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، الذي يزور الولايات المتحدة حاليًا، وذلك في إطار مشاورات دبلوماسية مكثفة تهدف إلى وضع حلول عاجلة للصراع. في السياق نفسه، أشار مسؤول أمريكي إلى أن ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي الخاص، وجاريد كوشنر، المبعوث السابق خلال ولاية ترامب الأولى، توجها إلى مصر يوم الثلاثاء للانضمام إلى المفاوضات الدبلوماسية، مما يعكس اهتمام الإدارة الأمريكية بالبحث عن تسوية شاملة للأزمة.
جاءت هذه المباحثات على خلفية الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر 2023 بين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وجنوب إسرائيل، وأسفرت عن مقتل نحو 12 ألف فلسطيني وفقًا لتقديرات أولية، بينما تم اقتياد 251 شخصًا كرهائن إلى غزة، ما أثار قلق المجتمع الدولي بشأن الأوضاع الإنسانية في القطاع المحاصر.
وأكد ترامب خلال اجتماع المكتب البيضاوي أن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم تنفيذ أي اتفاق مستقبلي، مع الحرص على تقديم ضمانات أمنية واضحة لجميع الأطراف. وقال: “نتمتع بقوة كبيرة وسنبذل كل ما في وسعنا لضمان التزام الجميع بالاتفاق”، مشيرًا إلى أن بلاده ستقدم المساعدة اللازمة لتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة.
من جهته، يسلط المراقبون الضوء على أهمية هذه المفاوضات، باعتبارها تمثل واحدة من أكثر المحاولات جدية لإنهاء الصراع في غزة منذ اندلاع الحرب، مع التأكيد على أن التوصل إلى اتفاق قد يفتح الباب أمام استقرار أوسع في الشرق الأوسط. كما يؤكد المتابعون أن هذه المبادرات الدبلوماسية تأتي في وقت حرج، وسط استمرار المعاناة الإنسانية في القطاع، بما في ذلك نقص الإمدادات الطبية والغذائية والخدمات الأساسية.
كما لفت الرئيس الأمريكي إلى أن المباحثات تشمل فرص تعزيز التعاون الاقتصادي بين الولايات المتحدة وفلسطين، عبر تقديم الدعم الفني والتقني لمشاريع التنمية، وتحسين البنية التحتية والخدمات الأساسية في غزة، بما يسهم في تحسين جودة الحياة للسكان المدنيين وتخفيف حدة الأزمة الإنسانية المستمرة منذ سنوات.
وفيما يتعلق بالرهائن، شدد ترامب على أن الاتفاق لإطلاق سراحهم على وشك الانتهاء، معتبرًا أن هذا يشكل خطوة محورية نحو بناء ثقة أكبر بين الأطراف المعنية وإعادة الاستقرار إلى المنطقة. وأضاف أن الولايات المتحدة ستواصل متابعة الملف عن كثب لضمان تنفيذ أي اتفاقيات بطريقة فعالة وشفافة، بما يعزز فرص تحقيق السلام الدائم في غزة ومحيطها.
يأتي هذا التحرك في سياق جهود دبلوماسية مكثفة تبذلها واشنطن لتنسيق تحركاتها مع شركائها الدوليين، بما في ذلك مصر وكندا، من أجل تقديم حلول عملية وسريعة للأزمة، والحد من تداعيات النزاع على المدنيين، وضمان التزام جميع الأطراف بالتفاهمات المستقبلية.