وفي منشور أثار تفاعلاً واسعًا، كتب ترامب: "أهنئ إيران وإسرائيل على الشجاعة والذكاء والحكمة التي أظهروها لإنهاء هذه الحرب. كان من الممكن أن تستمر لسنوات وأن تدمّر الشرق الأوسط بأكمله"، قبل أن يختم بالقول: "حفظ الله إسرائيل وإيران".
وأكد ترامب أن الاتفاق جاء نتيجة جهود دبلوماسية مكثفة قادتها الإدارة الأمريكية السابقة بالتنسيق مع قطر، مشيرًا إلى أن الوساطة القطرية لعبت دورًا أساسيًا في إقناع طهران بقبول اقتراح وقف إطلاق النار
تفاصيل الوساطة القطرية
وفق ما أوردته وكالة رويترز، فإن رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أجرى اتصالًا مباشرًا بطهران ناقش فيه المقترح الأمريكي، وقد نقل المسؤولون الأمريكيون إلى قطر موافقة إسرائيل على المبادرة، مطالبين بالمساعدة في دفع الجانب الإيراني نحو القبول بها.
وأفاد مسؤول كبير في البيت الأبيض أن ترامب أجرى اتصالًا هاتفيًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتنسيق الموقف، مشيرًا إلى أن إسرائيل وضعت شرطًا أساسياً: التزام إيران بعدم تنفيذ أي هجمات مستقبلية.
وأضافت مصادر أمريكية أن طهران أبلغت واشنطن، عبر القنوات القطرية، التزامها بعدم تنفيذ هجمات جديدة، وهو ما مكّن من تثبيت الاتفاق في وقت قياسي.
جهود أمريكية غير معلنة
إلى جانب دور ترامب، ساهم عدد من المسؤولين الأمريكيين في دفع المفاوضات إلى الأمام، من بينهم جيه دي فانس، وزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، حيث أجروا محادثات مباشرة وغير مباشرة مع الجانب الإيراني لضمان وقف التصعيد.
وقد أشادت القناة 12 الإسرائيلية بما وصفته بـ"الدور المفصلي لقطر"، مؤكدة أن أميرها لعب دوراً محوريًا في تجسير الفجوة بين الطرفين، كما أورد موقع "أكسيوس" الأمريكي أن اتفاق وقف إطلاق النار تمّ عبر قنوات قطرية وأمريكية بالتنسيق الوثيق مع الطرفين.
ضربة "العديد" وموقف واشنطن
وتأتي هذه التطورات في أعقاب الضربة الإيرانية على قاعدة العديد الأمريكية في قطر، والتي لم تسفر عن أي خسائر بشرية وفقًا للرئيس ترامب، الذي أشار إلى أن الدفاعات الجوية أسقطت 13 من أصل 15 صاروخًا. وعلّق قائلًا: "الرد الإيراني كان ضعيفًا ومتوقعًا وتم التصدي له بنجاح كبير".
وأضاف ترامب في تغريدة على منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "أشكر أمير قطر على الجهد الدؤوب من أجل إحلال السلام في المنطقة"، مشيرًا إلى أن ما حدث "ربما يكون نقطة تحول نحو سلام شامل".
ويُنتظر أن تُعلن الأطراف رسميًا، خلال الساعات المقبلة، تفاصيل الاتفاق ومرحلة ما بعد الهدنة، وسط ترقب دولي بشأن مدى التزام الجانبين، واحتمالات تحوّل الهدنة إلى اتفاق سياسي دائم ينهي أحد أخطر التصعيدات العسكرية في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة