اقتصاديات

تخفيض التصنيف الائتماني الفرنسي وتأثيراته المحتملة على المغرب


شهدت الأسواق المالية الأوروبية صدمة كبيرة عقب إعلان وكالة S&P Global Ratings عن خفض التصنيف الائتماني لفرنسا من "AA-" إلى "A+"، في خطوة فاجأت المستثمرين وأسواق المال، خاصة أن هذا القرار جاء قبل الموعد المقرر لتحديث التصنيف المسبق للاقتصاد الفرنسي، ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو.



وأرجعت الوكالة هذا التخفيض إلى تفاقم الأزمة السياسية لتشكيل الحكومة الفرنسية وتصاعد أزمة الديون العامة، معتبرة أن فرنسا تواجه "زيادة الاضطراب السياسي وعدم القدرة على تنفيذ الإصلاحات المالية بفعالية". ويأتي هذا القرار وسط توقعات بأن يصل العجز المالي الفرنسي إلى 5.3% من الناتج الداخلي بحلول 2026، وأن يرتفع الدين العام إلى أكثر من 121% بحلول 2028.

انعكاسات محتملة على المغرب
تشكل هذه الأزمة مؤشرًا على جزء من فقدان الثقة في الاقتصاد الفرنسي، وهو ما يطرح تساؤلات حول تأثيره على الشركاء الاقتصاديين، وعلى رأسهم المغرب، الذي يُعد فرنسا ثاني أكبر شركائه التجاريين بعد إسبانيا. حجم التبادل التجاري بين البلدين يقترب من 12 مليار يورو، بينما بلغت الاستثمارات الفرنسية في المغرب نحو 5 مليارات يورو في 2023، خاصة في قطاعات استراتيجية مثل صناعة السيارات والبنية التحتية.

وأكد الخبير المالي مصطفى الجاي أن اضطرابات المالية العامة في فرنسا قد تؤدي إلى تأجيل أو تقليص الاستثمارات الفرنسية في المغرب، ما يفرض على المملكة الاستمرار في تنويع شراكاتها الاقتصادية وتقليل الاعتماد على فرنسا، من خلال تعزيز العلاقات مع شركاء آخرين مثل الصين وألمانيا والمملكة المتحدة، لضمان استقرار الاقتصاد الوطني.

تقديرات متفائلة للآثار
من جانبه، يرى الباحث الاقتصادي عبد الرزاق الهيري أن فرنسا تظل من أكبر الاقتصاديات العالمية ولديها القدرة على مواجهة الصدمات المالية بفضل كفاءتها في قطاعات حيوية، مضيفًا أن الاستثمارات الفرنسية المباشرة في المغرب لن تتأثر بشكل ملموس على المدى القصير. وأوضح أن التخفيض قد يؤدي فقط إلى ارتفاع محدود في نسب الفائدة على التمويلات الفرنسية، لكن العلاقات الاقتصادية الثنائية بين البلدين توفر استقرارًا نسبيًا لهذه الاستثمارات.

في النهاية، يُعد تخفيض التصنيف الائتماني الفرنسي تنبيهًا مهمًا للمستثمرين والشركاء الاقتصاديين، لكنه لا يشكل تهديدًا مباشرًا للاستثمارات الفرنسية في المغرب على المدى القصير. ومع ذلك، فإنه يعكس أهمية تنويع الاقتصاد المغربي وتعزيز المرونة الاقتصادية لمواجهة أي تأثيرات محتملة للأزمات الخارجية، مع الاستفادة من الفرص التي قد تنشأ من تحولات الأسواق العالمية.

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 20 أكتوبر 2025

              

آخر الأخبار | حياتنا | صحتنا | فن وفكر | لوديجي ستوديو | كتاب الرأي | أسرتنا | تكنو لايف | بلاغ صحفي | لوديجي ميديا [L'ODJ Média] | كيوسك | اقتصاديات | كلاكسون


Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ

















LODJ24
آخر الأخبار
جاري تحميل الأخبار...
BREAKING NEWS
📰 Chargement des actualités...




ملحمة المذيعين وضيوفهم في استوديو LODJ ميديا
ملحمة المذيعين وضيوفهم في استوديو LODJ ميديا
ملحمة المذيعين وضيوفهم في استوديو LODJ ميديا
ملحمة المذيعين وضيوفهم في استوديو LODJ ميديا
ملحمة المذيعين وضيوفهم في استوديو LODJ ميديا
ملحمة المذيعين وضيوفهم في استوديو LODJ ميديا
ملحمة المذيعين وضيوفهم في استوديو LODJ ميديا
ملحمة المذيعين وضيوفهم في استوديو LODJ ميديا
ملحمة المذيعين وضيوفهم في استوديو LODJ ميديا
ملحمة المذيعين وضيوفهم في استوديو LODJ ميديا
ملحمة المذيعين وضيوفهم في استوديو LODJ ميديا
ملحمة المذيعين وضيوفهم في استوديو LODJ ميديا
ملحمة المذيعين وضيوفهم في استوديو LODJ ميديا
ملحمة المذيعين وضيوفهم في استوديو LODJ ميديا
ملحمة المذيعين وضيوفهم في استوديو LODJ ميديا
ملحمة المذيعين وضيوفهم في استوديو LODJ ميديا
ملحمة المذيعين وضيوفهم في استوديو LODJ ميديا
ملحمة المذيعين وضيوفهم في استوديو LODJ ميديا
ملحمة المذيعين وضيوفهم في استوديو LODJ ميديا
ملحمة المذيعين وضيوفهم في استوديو LODJ ميديا
ملحمة المذيعين وضيوفهم في استوديو LODJ ميديا
ملحمة المذيعين وضيوفهم في استوديو LODJ ميديا




Buy cheap website traffic