وشددت بورقية، خلال الندوة الإفريقية حول “منظومات التربية والتكوين والبحث العلمي: ديناميات التحول”، المنعقدة صباح الأربعاء بالرباط، على أن قرار الملك محمد السادس قبل ثلاثة أسابيع، بتخصيص ميزانية كبيرة لقطاعي تربية الشباب والصحة برسم سنة 2026، يعكس إرادة ملكية قوية لجعل الشباب محور الحاضر والمستقبل وأساس تقدم المملكة.
وأوضحت المسؤولة أن جودة الحياة لدى الشعوب الإفريقية ترتبط مباشرة بجودة التربية، مشيرة إلى أن التعليم هو الأداة التي تحدد قدرة الأفراد على رسم مصيرهم ومصير مجتمعاتهم، مؤكدة أن التربية تشكل المحرك الرئيس لأي تحول اقتصادي واجتماعي وجيوسياسي. وأضافت أن التجربة المغربية في إصلاح منظومة التربية خلال العقدين الأخيرين تعكس إرادة سياسية واضحة لبناء مجتمع متعلم ومنصف، رغم التحديات المستمرة المتعلقة بالإخفاق الدراسي وضعف تكوين المدرسين.
وأكدت بورقية أن التعليم يشكل الرافعة المركزية للتحول الاجتماعي والاقتصادي، داعية إلى اعتماد مقاربة شاملة تهدف إلى تقوية الكفاءات التعليمية وتأهيل المدرسين، وتمكينهم من أدوات التحول الرقمي، باعتبارهم محور أي نجاح في مجالات التربية والتكوين والبحث العلمي. كما شددت على ضرورة بناء عقد اجتماعي جديد للتعليم في إفريقيا، يقوم على العدالة والمشاركة والمسؤولية الجماعية، من أجل تجاوز الاختلالات البنيوية الحالية.
وفي هذا السياق، جاء التركيز على الشباب كعنصر محوري ليس فقط لضمان استدامة المنظومات التعليمية، بل أيضاً لتطوير القدرة التنافسية للمجتمعات الإفريقية، وتعزيز الفرص الاقتصادية والاجتماعية، بما يحقق التكامل بين التعليم والتشغيل والابتكار. وتعتبر هذه الرؤية جزءاً من استراتيجية متكاملة تهدف إلى تمكين الشباب، وإدماجهم بفاعلية في مسار التنمية الوطنية والقارية، بما يضمن تحفيزهم على الابتكار والمبادرة والمساهمة في بناء مستقبل أفضل للجميع
الرئيسية





















































