الرئيسية
وشدد أمين تهراوي، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، على أن هذه المساهمة تمثل التزامًا واضحًا للمملكة باستثمار مواردها في الصحة العامة، مؤكّدًا أن الاستثمار في منظومة التلقيح يشكّل ركيزة أساسية لضمان حماية الأطفال وتعزيز استقرار النظم الصحية في إفريقيا.
وأوضح الوزير أن هذه الخطوة تأتي انسجامًا مع رؤية المملكة الرامية إلى دعم الأمن الصحي الإقليمي، والمساهمة الفعّالة في الجهود العالمية لتوفير اللقاحات الحيوية بأسعار مناسبة، بما يضمن العدالة الصحية وتكافؤ الفرص لكل طفل في القارة. كما أشار إلى أن تعزيز الإنتاج المحلي للقاحات والاستثمار في الابتكار الصحي يشكل عنصرًا محوريًا لتحقيق التنمية المستدامة.
من جانبها، شددت نادية فتاح علوي، وزيرة الاقتصاد والمالية، على أن مساهمة المغرب تعكس التزام المملكة بدعم الجهود الدولية لضمان وصول عادل ومستدام للقاحات، مع التركيز على الفئات الأكثر ضعفًا. وأكدت أن التعاون المستمر بين المغرب وGavi يمثل نموذجًا ناجحًا للشراكات جنوب–جنوب في مجال الصحة والتنمية، ويعكس قدرة المملكة على لعب دور فاعل في المنصات الدولية المعنية بالصحة العمومية.
واعتبرت الرئيسة التنفيذية لتحالف Gavi، الدكتورة سانيا نشتر، أن 80% من موارد التحالف في المرحلة الاستراتيجية المقبلة ستخصص لإفريقيا، ما يجعل دور المغرب محورياً في جهود التلقيح العالمية. وأضافت أن رؤية الملك محمد السادس في دعم تصنيع اللقاحات داخل القارة توفر نموذجًا يُحتذى به، ويؤكد أهمية قيادة إفريقيا لنفسها في مجال الصحة العمومية.
ويأتي التزام المغرب في وقت يستعد فيه التحالف لإطلاق المرحلة الاستراتيجية المقبلة Gavi 6.0، والتي تهدف إلى حماية 500 مليون طفل بين عامي 2026 و2030، مع استمرار إفريقيا في صدارة الجهود العالمية للتلقيح. وتعتمد الاستراتيجية على شراكة عامة–خاصة لدعم الدول ذات الدخل المنخفض، وتوفير اللقاحات بأسعار منخفضة، وتعزيز الاستثمار طويل الأمد في أنظمة الصحة.
وتعكس هذه الخطوة النهج المتكامل الذي يعتمد عليه المغرب لتعزيز الأمن الصحي، من خلال الاستثمار في الإنتاج المحلي للقاحات، وتطوير الابتكار، ورفع قدرة القارة الإفريقية على مواجهة الأوبئة والتحديات الصحية المستقبلية. كما تؤكد مساهمة المملكة على التزامها بمبادئ التضامن، وترسيخ الشراكات متعددة الأطراف لتحقيق تنمية صحية مستدامة تعود بالنفع على كل دول إفريقيا، مع ضمان الاستفادة العادلة للأطفال والفئات الهشة من الإمكانيات الطبية الحيوية
