وجاء في بيان صادر عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن المملكة تعتبر هذا الهجوم "انتهاكًا سافرًا" لسيادة دولة شقيقة، وتشدد على موقفها المبدئي الرافض لأي عمل من شأنه المساس بأمن قطر أو زعزعة استقرار المنطقة.
ويأتي الموقف المغربي في خضم توتر إقليمي غير مسبوق، بعد العملية العسكرية الإيرانية التي حملت اسم "بشائر الفتح"، وشملت قصف أهداف أميركية في كل من قطر والعراق، ردًّا على غارات أميركية استهدفت منشآت نووية إيرانية في الأيام الماضية.
ووفق ما أعلنته طهران، فقد شملت العملية قصف قاعدة العديد الجوية، بينما أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي بأن إيران أطلقت ستة صواريخ باتجاه القاعدة، في تصعيد أثار موجة استنكار دولية وتحذيرات من انزلاق الوضع نحو مواجهة أوسع.
في أول تعليق رسمي، أكدت وزارة الدفاع القطرية أن الدفاعات الجوية تصدت للهجوم، ولم تسجل أية خسائر في الأرواح، مشيرة إلى أن البلاد لا تزال في وضع آمن وتحت السيطرة بفضل يقظة القوات المسلحة.
الخارجية القطرية وصفت الهجوم بأنه "خرق صارخ للقانون الدولي وانتهاك لسيادة الدولة ومجالها الجوي"، محملة الحرس الثوري الإيراني المسؤولية المباشرة عن العملية، وأكدت احتفاظ قطر بحق الرد بشكل يتناسب مع طبيعة الهجوم وحجمه.
وشددت قطر في بيانها على أن هذه الاعتداءات لن تؤدي إلا إلى المزيد من زعزعة الاستقرار في الخليج والمنطقة الأوسع، داعية إلى التهدئة الفورية والعودة إلى مسارات الحوار والدبلوماسية.
الهجوم الإيراني جاء بعد ساعات من ضربات أميركية مركزة استهدفت منشآت تخصيب اليورانيوم في فوردو ونطنز وأصفهان، والتي نُفذت بتنسيق مع إسرائيل، في سياق تصعيد مستمر منذ 13 يونيو، شمل اغتيالات وعمليات نوعية ضد شخصيات إيرانية بارزة.
وفي هذا السياق، توعد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، عبد الرحيم موسوي، بأن رد بلاده سيكون "حاسمًا وقاطعًا"، مؤكدًا أن إيران "لن تتهاون مع أي عدوان على سيادتها أو مصالحها الحيوية".
ويخشى مراقبون من أن يؤدي استمرار التصعيد إلى اندلاع مواجهة إقليمية شاملة يصعب احتواؤها، خاصة في ظل تزايد الضربات المتبادلة، وتعدد الأطراف المنخرطة بشكل مباشر أو غير مباشر في النزاع، مما يهدد الأمن الإقليمي والدولي على حد سواء