ويشير نص الخطبة إلى حكمة الله تعالى في توزيع المسؤوليات بين الرجال والنساء، بحيث يُنشئ كل منهما الحياة المشتركة على أسس من التوازن والسكينة، ويقوم كل طرف بواجباته في التعليم والتربية والقيام بالشؤون الخاصة والعامة، بما يسهم في تحقيق الحياة الطيبة والاستقرار الاجتماعي. ويؤكد النص على أن الاحترام المتبادل والمعاشرة الحسنة بين الزوجين ليست مجرد واجب ديني، بل هي حجر أساس لمواجهة أي شكل من أشكال العنف الأسري وضمان بيئة آمنة للنساء والأطفال.
ويستعرض الخطاب تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم، التي تؤكد أن الخيرية الحقيقية في الحياة الزوجية تكمن في المعاشرة الحسنة للأهل، وهي تتطلب الصبر الجميل والاعتراف بالفضل، والتغاضي عن الهفوات اليومية، ما يرسخ ثقافة التفاهم والمرونة داخل الأسرة ويقلل من مظاهر العنف أو الاستغلال. ويبرز الخطاب أن الأسرة السليمة هي الأساس الذي يقوم عليه المجتمع، وأن حماية النساء داخلها مسؤولية مشتركة تتطلب مشاركة الرجل والمرأة في بناء علاقة قائمة على الرحمة والاحترام.
كما تركز الخطبة على البعد الاجتماعي للتوعية، حيث تعتبر مكافحة العنف ضد النساء قضية جماعية، وليس مجرد مسؤولية فردية، بما يشمل الأسرة والمدرسة والمساجد والمؤسسات الرسمية والمجتمع المدني. ويشير النص إلى أن العنف، سواء الجسدي أو النفسي أو الاقتصادي، يعيق التنمية ويهدد استقرار الأسرة، وهو ما يستدعي تضافر جهود الجميع لضمان بيئة آمنة ومحفزة للنساء للقيام بدورهن الكامل في المجتمع.
ويشدد نص الخطبة على أهمية التربية والتنشئة الصحيحة، وتعليم الأطفال منذ الصغر قيم المساواة والاحترام، بحيث يتعلموا أن حقوق النساء جزء لا يتجزأ من القيم الإنسانية والدينية. ويؤكد الخطاب أن المرأة شريك أساسي في الحياة، وأن أي تعدٍ على كرامتها يمثل إخلالًا بالمسؤولية المشتركة التي فرضها الله على الجميع في بناء المجتمع.
ويهدف المجلس العلمي الأعلى من خلال هذه المبادرة إلى تمكين الأئمة من توجيه خطب الجمعة بطريقة تربوية وتوعوية، بحيث تصل الرسالة إلى أكبر عدد من المواطنين، وتصبح المساجد منصة فعالة لنشر قيم التسامح والمساواة ورفض كل أشكال العنف. كما يشجع الخطاب الرجال على الانخراط في دعم النساء، وتحمل مسؤولياتهم في حماية الأسرة والمجتمع، بما يعزز الثقة والتماسك الاجتماعي
الرئيسية





















































