في الوقت ذاته، أعرب وانغ يي خلال اتصال هاتفي منفصل مع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، عن معارضة الصين الشديدة للهجوم الإسرائيلي على إيران، محذراً من أن التصعيد العسكري قد ينذر بتداعيات خطيرة على الأمن الإقليمي والدولي، ويؤدي إلى موجات عنف وصراعات أوسع في الشرق الأوسط.
وأكد على أهمية الحوار والوسائل الدبلوماسية كسبيل لتسوية الخلافات وتجنب الانزلاق نحو صراع مفتوح يضر بمصالح جميع الأطراف.
وتأتي هذه المواقف الصينية في سياق متصاعد من التوتر بين إسرائيل وإيران، حيث شنت إسرائيل ضربات جوية استهدفت منشآت نووية وقواعد عسكرية إيرانية، في حين ردت إيران بإطلاق صواريخ بالستية وطائرات مسيرة على أهداف إسرائيلية. وقد أثارت هذه التطورات قلق المجتمع الدولي، خاصة مع تحذيرات من إمكانية اندلاع حرب إقليمية شاملة تنذر بتدهور الوضع الأمني والإنساني في المنطقة.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، قد أعرب في وقت سابق عن قلق بلاده من العواقب الخطيرة المحتملة للعمليات العسكرية، مشيراً إلى أن الصين تتابع بقلق بالغ التطورات الأخيرة في المنطقة. وأضاف أن أي تصعيد مفاجئ يضر بمصالح جميع الأطراف ويؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار، مؤكداً ضرورة احترام سيادة الدول والتزامها بمبادئ التعاون والحوار.
ويجدر بالذكر أن الصين تحتفظ بعلاقات استراتيجية مع كل من إيران وإسرائيل، وتسعى إلى لعب دور الوسيط في النزاعات الإقليمية عبر دعم الحلول السلمية والحوار البناء. وتشدد بكين على أهمية التعددية واحترام القانون الدولي كسبيل لتحقيق الأمن والسلام في الشرق الأوسط، كما تحرص على حماية مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية في المنطقة، خاصة مع تصاعد التوترات التي قد تؤثر على أمن الطاقة وسلاسل التوريد العالمية.
في ظل هذه التطورات، دعا المجتمع الدولي، بقيادة الأمم المتحدة والعديد من القوى الكبرى، إلى ضبط النفس والعودة إلى طاولة المفاوضات، محذرين من أن التصعيد المستمر قد يؤدي إلى كارثة إنسانية، ويزيد من معاناة الشعوب في منطقة تعاني أصلاً من أزمات سياسية واقتصادية وإنسانية متعددة. وترى الدول الكبرى أن حل النزاعات عبر الحوار والوسائل السلمية هو الطريق الوحيد لضمان الاستقرار والأمن الإقليمي والدولي