وأوضح محمد المغير، المسؤول في الدفاع المدني، لوكالة فرانس برس، أن الانفجارات استهدفت بشكل خاص شمال مدينة غزة، بينما تعرّضت مدينة خان يونس الواقعة جنوب القطاع لقصف مدفعي وغارات جوية متواصلة، ما أثار حالة من الذعر بين المدنيين، خصوصاً في مخيمات النازحين.
وأضاف المغير أن الطيران الحربي الإسرائيلي حلّق فجر الخميس على ارتفاع منخفض فوق مناطق مأهولة بالمدنيين، بما في ذلك خيام النازحين في جنوب القطاع، وهو ما يعكس استمرار التوتر رغم الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار المتوقع. ورغم هذه الغارات، أكدت مصادر فلسطينية أن الاتفاق سينفذ فور توقيعه رسمياً، وهو ما من المتوقع أن يتم ظهر الخميس في القاهرة بحضور الوسطاء الدوليين.
وفي هذا السياق، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيعقد اجتماعاً لحكومته يوم الخميس لإقرار الاتفاق مع حركة حماس، الذي يشمل الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين والفلسطينيين، وانسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق قطاع غزة، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية للقطاع. ويأتي هذا الاتفاق في إطار جهود دولية مكثفة، بقيادة الولايات المتحدة، للتوصل إلى تهدئة مستدامة في القطاع بعد صراع استمر أكثر من عامين وتسبّب في خسائر بشرية ومادية كبيرة.
من جانبها، أعلنت حركة حماس أن الاتفاق مع إسرائيل يشمل إنهاء الحرب على قطاع غزة، انسحاب الاحتلال، دخول المساعدات الإنسانية، وتبادل الأسرى بين الطرفين. وأكدت الحركة في بيان رسمي على ضرورة التزام الأطراف الضامنة للاتفاق بضمان تنفيذه بشكل كامل، وعدم السماح بإطالة أمد العمليات العسكرية أو تعطيل عمليات الإفراج عن الأسرى.
ويأتي هذا الاتفاق بعد أشهر من التوتر العسكري المتواصل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، والتي أدت إلى مقتل وجرح آلاف المدنيين وتدمير واسع للبنى التحتية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات ومنازل المواطنين. وقد أشارت التقارير الدولية إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع، مع نقص حاد في المواد الغذائية والمياه والكهرباء، ما يجعل التنفيذ الفوري لاتفاق وقف إطلاق النار مسألة حيوية لإنقاذ المدنيين وتخفيف المعاناة الإنسانية.
وبينما ينتظر سكان غزة تنفيذ الاتفاق، تظل الأجواء مشحونة بالخوف والقلق نتيجة استمرار الغارات الجوية حتى إعلان وقف إطلاق النار رسمياً. وتؤكد المصادر المحلية أن المدنيين يعانون من صعوبة في العودة إلى حياتهم الطبيعية، خصوصاً في ظل استمرار القصف والتوتر العسكري في الأيام الأخيرة