ووفق ما أعلنه "ائتلاف أسطول الحرية" عبر قناته على تلغرام، فقد فقد الاتصال بشكل كامل بالسفينة منذ لحظة صعود القوات الإسرائيلية إليها، واصفًا العملية بأنها "اختطاف" بحق متطوعين سلميين كانت وجهتهم غزة المحاصرة.
في المقابل، نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن الجيش الإسرائيلي شرع فعلاً في تنفيذ عملية سيطرة على السفينة تمهيدًا لسحبها إلى ميناء أسدود، بينما أكدت القناة "12" العبرية أن النشطاء الإثني عشر الذين كانوا على متن السفينة اعتُقلوا دون تسجيل أي إصابات.
وقد سبق هذا الاقتحام تحليق طائرات مسيّرة في سماء المنطقة، أطلقت فوق السفينة سائلًا أبيض غامضًا، كما ظهر في البث المباشر الذي نقله المتضامنون قبل انقطاع الاتصال، في وقت كانت الزوارق الحربية الإسرائيلية تطوّق القارب وتُصدر أوامرها برفع الأيدي.
جاء ذلك بعد تحذيرات إسرائيلية متكررة صدرت عن وزارة الخارجية، اعتبرت فيها الإبحار نحو غزة "خطوة غير قانونية"، فيما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أنه أعطى أوامر مباشرة بمنع السفينة من بلوغ الساحل الغزي.
ويشار إلى أن "مادلين" كانت تقلّ ناشطين بارزين، من بينهم الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ والممثل الإيرلندي ليام كانينغهام، في خطوة رمزية لتسليط الضوء على معاناة المدنيين في غزة ورفع الحصار.
ويأتي هذا الحادث بعد نحو شهر من استهداف سفينة "الضمير"، التابعة للّجنة الدولية لكسر الحصار، بهجوم بطائرة مسيرة إسرائيلية خلال محاولتها الإبحار نحو غزة، وهو الهجوم الذي أدى إلى تلف هيكلها واشتعال النيران في مقدمتها.
وتتزامن هذه التطورات مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، حيث خلّف هذا الهجوم المستمر مآسي إنسانية مروعة، تمثّلت في أكثر من 181 ألف قتيل وجريح، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى آلاف المفقودين، ونزوح جماعي، ومجاعة أودت بحياة العديد من المدنيين، وسط تجاهل للنداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان