أخبار بلا حدود

التوتر التجاري بين الصين والولايات المتحدة: قيود جديدة على قطاع التكنولوجيا الصيني


رغم الاتفاقات المؤقتة التي تم التوصل إليها بشأن الرسوم الجمركية بين الصين والولايات المتحدة، ما يزال التوتر التجاري بين البلدين مستمرًا، خاصة في ظل الولاية الثانية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. هذا التوتر يعكس صراعًا اقتصاديًا وتقنيًا على النفوذ العالمي، حيث تتجه الإدارة الأمريكية إلى تشديد القيود على قطاع التكنولوجيا الصيني.



قيود جديدة تستهدف التكنولوجيا الصينية
وفقًا لمصادر إعلامية متطابقة، أبدت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استعدادها لتوسيع القيود المفروضة على قطاع التكنولوجيا الصيني. وتشير التقارير إلى أن هذه القيود الجديدة ستُفرض عبر شروط صارمة للحصول على تراخيص عقد الصفقات التجارية بين الشركات الأمريكية والصينية.

ويُتوقع أن تركز هذه القيود بشكل خاص على أشباه الموصلات، التي تُعد من المواد الأساسية المستخدمة في تصنيع معظم الأجهزة الإلكترونية، مثل الحواسيب والهواتف الذكية. هذا الإجراء يهدف إلى تقويض قدرة الصين على الوصول إلى التكنولوجيا المتقدمة التي تُعتبر حجر الزاوية في التطور الصناعي والتقني.

أشباه الموصلات في قلب الصراع
تأتي أشباه الموصلات في مقدمة المواد التي تستهدفها القواعد الأمريكية الجديدة. هذه المكونات الدقيقة تُستخدم في مجموعة واسعة من الأجهزة الإلكترونية، بدءًا من الهواتف الذكية وصولًا إلى الأنظمة الصناعية المتطورة. وتُعد هذه الصناعة ذات أهمية استراتيجية بالنسبة للصين، حيث تسعى إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاجها لتقليل الاعتماد على التكنولوجيا الغربية.

من جهة أخرى، تسعى الولايات المتحدة إلى الحد من استخدام الصين لهذه التكنولوجيا الحساسة، والتي يمكن أن تُستغل في تطوير أنظمة عسكرية وتقنيات متقدمة تتحدى التفوق الأمريكي.

أبعاد الصراع بين القوتين الاقتصاديتين
الصراع بين الصين والولايات المتحدة يتجاوز مجرد الرسوم الجمركية أو القيود التجارية، ليعكس تنافسًا أعمق على الهيمنة الاقتصادية والتكنولوجية. فالولايات المتحدة تسعى إلى كبح صعود الصين كقوة اقتصادية عالمية، بينما تعمل الصين على تعزيز مكانتها من خلال الاستثمار في القطاعات الاستراتيجية مثل الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات.

هذا التوتر التجاري والتقني يُلقي بظلاله على الاقتصاد العالمي، حيث تتأثر سلاسل التوريد والإنتاج بالتدابير المتبادلة بين البلدين. كما أن هذه القيود قد تدفع الشركات الصينية إلى البحث عن بدائل محلية أو شراكات جديدة مع دول أخرى لتقليل تأثير العقوبات الأمريكية.

تداعيات القيود على الاقتصاد العالمي
إن فرض قيود جديدة على قطاع التكنولوجيا الصيني لا يؤثر فقط على الصين، بل يمتد تأثيره إلى الاقتصاد العالمي. فالصين تُعد واحدة من أكبر الأسواق الاستهلاكية والمصنعة في العالم، وأي قيود على قطاعها التكنولوجي قد تؤدي إلى اضطرابات في سلاسل الإمداد العالمية.

من جهة أخرى، قد تدفع هذه الإجراءات الصين إلى تسريع جهودها لتحقيق الاكتفاء الذاتي في المجالات التكنولوجية، مما قد يؤدي إلى إعادة تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي على المدى الطويل.

إن استمرار الشد والجذب بين الصين والولايات المتحدة يعكس صراعًا متعدد الأبعاد، يمتد من التجارة إلى التكنولوجيا، ويؤثر على الاقتصاد العالمي ككل. وبينما تسعى الولايات المتحدة إلى فرض قيود جديدة على قطاع التكنولوجيا الصيني، تعمل الصين على تعزيز قدراتها لتقليل الاعتماد على الغرب. ومع تصاعد هذا الصراع، يبقى المستقبل مفتوحًا على احتمالات عديدة، قد تعيد تشكيل موازين القوى الاقتصادية والتكنولوجية في العالم.

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 2 يونيو 2025

              

Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ















تحميل مجلة لويكاند






Buy cheap website traffic