صحتنا

التدخين بالمغرب: بين الماضي والحاضر وأثره على الصحة


التدخين ظاهرة اجتماعية وصحية لها جذور تاريخية عميقة في المغرب، حيث ارتبطت بظروف اجتماعية واقتصادية وسياسية مختلفة. تاريخيًا، تعرف المغاربة على التدخين في عهد الدولة السعدية من خلال العلاقات التجارية مع بلاد السودان والدولة البريطانية، كما ساهم الإسبان في إدخال زراعة التبغ إلى المغرب رغم الصراعات السياسية والاستعمارية. ومع الاستقلال، أصبح التدخين مادة تجارية منتشرة، لكن مع ظهور أضراره الصحية، بدأت السلطات في تنظيم زراعة واستعمال الكيف للأغراض الطبية.



التدخين يُعتبر من أبرز عوامل أمراض الرفاه التي ظهرت نتيجة الاستهلاك المفرط للكماليات. يؤدي التدخين إلى العديد من الأمراض المزمنة، مثل أمراض الجهاز التنفسي كسرطان الرئة والسل، وأمراض القلب والأوعية الدموية الناتجة عن انسداد العروق الدموية، إضافة إلى تأثيراته النفسية كالإدمان والخمول الذهني. هذه العادة لا تؤثر فقط على صحة الفرد، بل تُساهم أيضًا في تلوث البيئة وتدهور جودة الحياة العامة.

مع تزايد الوعي بأضرار التدخين، بدأت المؤسسات الصحية بالمغرب في اتخاذ خطوات لمحاربته، حيث يحذر الأطباء المرضى من عواقبه ويشجعونهم على الإقلاع عنه. كما تم إصدار تشريعات تمنع التدخين في الأماكن العامة مثل وسائل النقل، الملاعب الرياضية، ودور السينما، إضافة إلى حملات توعوية تستهدف الأجيال الشابة لتجنب التدخين وحماية صحتهم ومستقبلهم.

رغم الجهود المبذولة، لا يزال التدخين يشكل تحديًا كبيرًا في المغرب بسبب انتشار هذه العادة بين الفئات العمرية الصغيرة وسهولة الوصول إلى منتجات التبغ. الحفاظ على صحة المجتمع يتطلب تدخلًا مستمرًا من الجهات المسؤولة، إلى جانب جهود المجتمع المدني لنشر الوعي بخطورته وتعزيز ثقافة الحياة الصحية.

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الخميس 7 أغسطس 2025

              

آخر الأخبار | حياتنا | صحتنا | فن وفكر | لوديجي ستوديو | كتاب الرأي | هي أخواتها | تكنو لايف | بلاغ صحفي | لوديجي ميديا [L'ODJ Média] | المجلة الأسبوعية لويكاند | اقتصاديات | كلاكسون


Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ
















تحميل مجلة لويكاند







Buy cheap website traffic