الرئيسية
وخلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، أوضح البواري أن التحسن في إنتاج الحبوب والمراعي ساهم بشكل مباشر في دفع عجلة القطاع نحو الانتعاش. ولفت إلى أن التساقطات المطرية الأخيرة كان لها وقع ملموس على تحسين الغطاء النباتي ورفع مردودية المحاصيل، خاصة في المناطق الفلاحية الملائمة، مشيرًا إلى أن هذا التحسن من شأنه أن ينعكس إيجابًا على سوق الشغل الفلاحي.
وبحسب الوزير، فإن محصول الحبوب هذه السنة مرشح لبلوغ 44 مليون قنطار، أي بزيادة قدرها 41% مقارنة مع الموسم الماضي، رغم أن مساحة الحبوب الخريفية المزروعة ظلت محدودة نسبيا بسبب تأخر التساقطات خلال الفترة ما بين نونبر وفبراير. وأكد أن 21% من هذه المساحات تم حصدها إلى حدود اليوم، مما يشير إلى بداية مبشرة رغم التحديات.
وعن الوضعية المناخية، أشار البواري إلى أن الموسم اتسم بتقلبات واضحة، بدأت بأمطار مبكرة في أكتوبر، ثم عرفت فترة من الجفاف الجزئي خلال أشهر الشتاء، قبل أن تعود الأمطار بغزارة في مارس، ما ساعد في إنقاذ الموسم الفلاحي نسبيًا. وسجل معدل التساقطات حتى 5 يونيو نحو 302 ملم، بانخفاض 23% مقارنة مع سنة عادية، لكنه يُعتبر تحسنا نسبيا مقارنة بالموسم الفارط الذي عرف جفافًا أكثر حدة.
كما سجل تحسن مهم في نسبة ملء السدود الموجهة للري الفلاحي، والتي بلغت 5.2 مليار متر مكعب، مقابل 4.38 مليار خلال نفس الفترة من السنة الماضية، أي بنسبة ملء وصلت إلى 37%، في مقابل 30% السنة الماضية، مما يعكس بعض الانتعاش في الموارد المائية رغم التحديات المستمرة.
وارتباطا بمساحات الزراعة، كشف الوزير أن الزراعات الخريفية الكبرى شغلت نحو 3.11 مليون هكتار، 11% منها مسقية، موزعة على 2.6 مليون هكتار للحبوب، و400 ألف هكتار للأعلاف، و100 ألف هكتار للقطاني. بينما بلغت الزراعات الربيعية حتى الآن 158 ألف هكتار، مع آفاق واعدة في المناطق التي شهدت تحسنًا مناخيًا.
وختم الوزير مداخلته بالتأكيد على أن الموسم الحالي يمنح أملاً حقيقياً للفلاحين باستعادة الثقة بعد سنوات من التحديات، مشدداً على التزام الوزارة بدعم السلاسل الإنتاجية وتوفير المواكبة الضرورية لتحسين الأداء وتحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض المحاصيل الحيوية، إضافة إلى حماية القطيع الوطني وتعزيز صموده في وجه التقلبات المناخية
