وفي بيان صادم، أوضح البرنامج أن أعدادًا كبيرة من المدنيين الذين يتدفقون بحثًا عن المساعدات في مراكز إنسانية تخضع لإشراف أميركي وإسرائيلي يتعرضون لإطلاق نار مباشر من دبابات الاحتلال وقناصته ومدفعيته، في خرق صارخ لكل القوانين والأعراف الإنسانية.
وشدد البيان على أن الضحايا لم يكونوا سوى مدنيين منهكين، يسعون فقط لتأمين ما يسد رمقهم في ظل واقع إنساني بالغ القسوة، داعيًا المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري والفعلي لتأمين ممرات إنسانية آمنة وضمان إيصال المساعدات إلى من هم على حافة المجاعة، وفي السياق ذاته، صرحت وكالة "الأونروا" أن مليون طفل فلسطيني في قطاع غزة يُجبرون على مجابهة الجوع، في سياسة وصفتها بأنها ممنهجة وتهدف إلى إذلال السكان وإضعاف صمودهم.
أما على المستوى الصحي، فقد أكدت مصادر طبية أن مستشفيات القطاع تستقبل يوميًا مئات الحالات المتأثرة بشكل مباشر بسوء التغذية، بينها أطفال يعانون من فقدان الذاكرة ونقص حاد في الطاقة، إلى جانب ظهور أعراض جسدية وعصبية خطيرة لم تُسجّل منذ عقود في مناطق النزاع، وتواجه المؤسسات الطبية انهيارًا شبه كامل، وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الأساسية، وعدم قدرة الطواقم على مواصلة العمل في ظل الإجهاد ونقص الغذاء.
وأكد مدير مجمع الشفاء الطبي أن الفرق الطبية تواصل مهامها منذ أكثر من 24 ساعة دون طعام أو راحة، محذرًا من ارتفاع وشيك في أعداد الوفيات نتيجة الجوع والعجز العلاجي، واصفًا الوضع بـ"الإبادة الجماعية عبر التجويع".
منذ الثاني من مارس 2025، شددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي حصارها على القطاع بإغلاق جميع المعابر، ومنع إدخال المواد الغذائية والطبية والوقود، مما فاقم الأزمة وجعل المجاعة أمرًا واقعًا. وترافق ذلك مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية التي أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 200 ألف فلسطيني، بينهم أعداد كبيرة من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 9 آلاف مفقود، ونزوح مئات الآلاف داخل القطاع المحاصر، حيث لا مأوى ولا طعام ولا أمان.
وفي ظل منع متواصل لوصول الإمدادات، وصمت دولي متزايد، تتجه الأنظار إلى المؤسسات الأممية والمنظمات الدولية التي لم تُفلح حتى الآن في فرض الحد الأدنى من الحماية الإنسانية للسكان، في حين تشير الوقائع على الأرض إلى أن النظام الصحي مهدد بالانهيار الكامل خلال أيام، ما لم يحدث تدخل عاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه